سؤالي يتركَّز حول ما هو أفضل كتب التفاسير المعتمَدة للقرآن الكريم التي من الممكن أن نلجأ إليها بعدما تعدَّدت كتبُ التفاسير ونحن لا نملك العلم الكافي لنميز بينها؟ وهل حقًّا توجد بعض الأخطاء في كتاب «صفوة التفاسير» لمؤلفه فضيلة الشيخ الصابوني حفظه الله؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أبى اللهُ العصمةَ إلا لكتابه وسنة نبيِّه ﷺ، ثم لإجماع الأمة، وكلُّ الناس يؤخذ من تراثه ويُترك، إلا رسولَ الله ﷺ.
ولعلَّ أنفعَ كتب التفسير هو «تفسير ابن كثير» ومختصراته، واحرص على تخيُّر النُّسَخ المحقَّقة، وقد تتبَّع بعض المنتسبين إلى العلم كتاب «صفوة التفاسير» ولهم عليه بعض الاستدراكات العلمية، ولكن هذا لا يعني إهدار الكتاب بالكليَّة وإلحاقَه بكتب أهل البدع، ولا قال هذا فيما نعلم مَن قدَّموا هذه الاستدراكات، ولكن تستصحب هذه الاستدراكات عند الانتفاع بهذا الكتاب. وأمثال هذه المعارك أنصحك بأن تحمي سمعك وبصرك منها، وأن تشتغل بما ينفعك(1).
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسَّداد. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة» حديث (2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله ﷺ: «الْـمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْـمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».