تتحدث وسائل الإعلام في كل مكان حول ممارسات داعش مع الأسرى، وتتهم بذلك الدينَ الإسلامي نفسَه، وتجرأت بعض القنوات المعادية إلى الطعن المباشر في دين الإسلام نفسه، والزعم بأن نصوصه المقدسة بذاتها تحرِّض على العنف والإرهاب.
فنرجو أن تُبيِّنوا لنا معاملة الأسرى في الإسلام، وما كفلته لهم الشريعة من حقوق؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد كفل الإسلامُ للأسرى حقوقًا لم تبلغها الاتفاقيات الحقوقية المعاصرة، ودورُ أهلِ الإسلام العملُ على استفاضة البلاغ بهذه الحقائق، وبذلُ النصيحة لمن خرج ممن ينتسبون إلينا عن الجادَّة، ويسيئون إلينا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، أو الضربُ على أيديهم عند القدرة على ذلك؛ فإن أمتنا ضحيَّة بين حقدِ أعدائها، وسفهِ أو جهلِ بعض أبنائها.
ولقد بلغت عناية الإسلام بالأسرى أنه لم يقف عند حدود توفير ضروراتهم وحاجياتهم المعيشية، وكرامتهم البشرية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى علاجات نفسية يُراد بها تطييبُ خواطرِهم المنكسرة بالأسر.
ولنبدأ بهذه اللمسة الإنسانية الرقيقة في التعامُل مع الأسرى تُجمِلُها لنا سورةُ الأنفال لنتفيَّأ ظلالها ونُسرح العقلَ والفكرَ في لطائفها:
﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنفال: 70]
لقد نزلت في العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وكان أُسِرَ يوم بدر، وكان أحدَ العشرة الذين ضمنوا طعامَ أهلِ بدر، وكان يومُ بدر نوبتَه، وكان خرج بعشرين أُوقِيَّةٍ من الذهب ليُطعم بها أهلَ بدر من المشركين، فأراد أن يُطعم ذلك اليوم، فاقتتلوا وبقيت العشرون أُوقِيَّةً معَه، فأُخذت منه في الحرب، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتسب العشرين أوقية من فدائه، فأبى وقال: «أمَّا شيءٌ خرجتَ تستعين به علينا فلا أتركُه لك». وكُلَّفه فداءَ ابني أخيه: عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث. فحزن لذلك، فأنزل اللهُ تعالى جبرًا لخاطره ومن كان على مثل حاله(1).
قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى} الذين أخذتَ منهم الفداءَ. {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} أي إيمانًا. {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقد أنجز الله وعدَه للعباس وغيره, فحصل له بعد ذلك من المال شيءٌ كثيرٌ.
قال العباس رضي الله عنه: فأبدلني الله عنها عشرينَ عبدًا كلهم تاجرٌ يضرب بمالٍ كثيرٍ، وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان عشرين أوقية، وأعطاني زمزم وما أحبَّ أن لي بها جميعَ أموال أهلِ مكة، وأنا أنتظر المغفرةَ من ربي عز وجل.
وفي «صحيح البخاري» أنه لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مالٌ من البحرين قال له العباس: إني فاديت نفسي وفاديت عقيلًا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خُذْ». فبسط ثوبه وأخذ ما استطاع أن يحمله(2).
فإذا كان المولى سبحانه يعِدُ الأسرى الذين في قلوبهم خيرٌ بالعفو والمغفرة، ويُطيِّبُ خواطرهم بهذا الوعد الرباني الكريم، فهل يملك المسلمون بعدَ هذا إلا معاملتَهم بأقصى درجة ممكنة من الرحمة والإنسانية.
ولقد أكَّد الإسلام على حُسن معاملة الأسرى والرفقِ بهم، وعدم إيذائهم، أو التعرُّض لما يجرح كرامتهم؛ الأمر الذي دفع بكثير منهم إلى اعتناق الإسلام في نهاية المطاف؛ لما رأوا من سماحةِ ونُبلِ أخلاق أبنائه، ومن هؤلاء ثُمَامَةُ بن أُثَالٍ رضى الله عنه، فقد رُوي أن رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ سَيِّدِ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وهم لا يعرفونه، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْـمَسْجِدِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَنْ أَخَذْتُمْ؟! هَذَا ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ الحَنَفِيُّ، أَحْسِنُوا إِسَارَهُ». ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله؛ فقال: «اجْمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ، فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْهِ»(3).
ولقد أدَّت هذه المعاملة الحسنة التي تُوجِّت بالـمَنِّ عليه وإطلاق سراحه أن يعتنق الإسلام، وأن يقول: يا محمد، والله ما كان على وجه الأرض أبغضَ إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوه كلها إليَّ، ووالله ما كان من دينٍ أبغضَ إليَّ من دينك فأصبح دينُك أحبَّ الأديان إليَّ، والله ما كان من بلد أبغضَ إليَّ من بلدك فأصبح بلدُك أحبَّ البلاد إلي، وإِنَّ خيلَك أخذتني وإني أُريد العمرةَ فماذا ترى؟ فبشَّره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأمرَه أن يعتمر(4).
إطعام الأسير وعدم تجويعه:
لقد أوجب الإسلام إطعامَ الأسير وعدمَ تجويعه، وأن يكون الطعام مماثلًا في الجودة والكمية لطعام المسلمين، وجعل ذلك قربةً من القربات، فقال تعالى واصفًا أولياءَه وخاصتَه في سورة الإنسان: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴾ [الإنسان: 8-11].
فهم لا يُطعمونهم مما فضَل من قُوتِهِم، وإنما يُطْعِمونهم من طَيِّب طعامِهم مع حاجتهم إليه ومحبَّتهم له.
يقول أبو عزيز بن عمير- وكان أحدُ أسرى بدر- حول معاملته: كنت في رهط الأنصار حين أقبلوا من بدرٍ، فكانوا إذا قدَّموا غداءَهم وعشاءهم خصُّوني بالخبز وأكلوا التمر، لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، فما تقع في يد رجل منهم كِسرةَ خُبز إلا نفحني بها فأستحي فأرُدُّها على أحدهم فيردُّها عليَّ وما يمسكها(5).
ولذلك كان منعُ الطعام عن الأسير من الكبائر كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ»(6).
فلما كان الحبسُ مانعًا للمحبوس من التصرُّف في أمر معاشه وكسبه، وَجَبَ على حابسه أن يَقُومَ بِحَقِّه، ولو كان ذلك في حقِّ الحيوان، فما بالك بالإنسان الذي كرَّمه الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70].
كسوة الأسير كسوة لائقة به:
ومن الواجبات التي قرَّرها الإسلام كسوةُ الأسير كسوةً لائقةً به؛ تَقِيه حرَّ الصيف وبردَ الشتاء، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه: أنه لما كان يوم بدر أتي بالأسارى، وأُتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد قميص عبد الله بن أبي بن الحارث يقدر عليه فكساه إياه(7). وقد عنون الإمام البخاري بابًا كاملًا أسماه «باب الكسوة للأسارى». وهذا يدل على أهمِّيَّة هذا الأمر ومدى عناية الشريعة به.
عدم تعذيبه:
ولا يجوز تعذيبُ الأسير لأجل الحصول على معلومات عسكرية عن جيش العدو، فقد سُئل مالك رحمه الله: «أيُعذَّب الأسير إن رُجي أن يدلَّ على عورة العدو؟ فقال: ما سمعت بذلك»(8).
وهذا يعني أن أهل المدينة وهم الورثة الأوائل والأمناء الأوائل على هدي النبوة لا يعلمونه، والذي لا يعلمونه يعسُر أن يكون دينًا، وأن يكون سنةً متبعة.
مآل الأسرى:
تحدث ابن القيم عن هديِه صلى الله عليه وسلم في معاملة الأسرى فقال: ((كان يمُنُّ على بعضهم، ويقتُل بعضَهم، ويفادي بعضَهم بالمال، وبعضَهم بأسرى المسلمين، وقد فعل ذلك كلَّه بحسب المصلحة، ففادى أُسَارَى بدر بمالٍ، وقال: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ»(9). وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلحون يريدون غِرَّته (أي: غفلته)، فأسرهم ثم مَنَّ عليهم(10). وأسر ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة، فربطه بسارية المسجد، ثم أطلقه فأسلم(11). واستشار الصحابة في أُسارى بدر، فأشار عليه الصديق أن يأخذ منهم فديةً تكون لهم قوةً على عدوهم ويُطلقهم، لعلَّ الله أن يهديهم إلى الإسلام، وقال عمر: لا والله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تُمكِّنَنا فنضرب أعناقَهم، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قال عمر، فلما كان من الغد أقبلَ عمر، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي هو وأبو بكر، فقال: يا رسول الله من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمِ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ»، وَأَنْزَلَ اللهُ:﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 67](12).
وقد تكلم الناس في أي الرأيين كان أصوبَ، فرجحت طائفةٌ قولَ عمر لهذا الحديث، ورجحت طائفةٌ قولَ أبي بكر، لاستقرار الأمر عليه، وموافقته الكتاب الذي سبق من الله بإحلال ذلك لهم، ولموافقته الرحمةَ التي غلبت الغضب، ولتشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له في ذلك بإبراهيم وعيسى، وتشبيهه لعمر بنوح وموسى، ولحصول الخير العظيم الذي حصل بإسلام أكثر أولئك الأسرى، ولخروج من خرج من أصلابهم من المسلمين، ولحصول القوة التي حصلت للمسلمين بالفداء، ولموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أولًا، ولموافقة الله له آخرًا؛ حيث استقرَّ الأمر على رأيه، ولكمال نظر الصديق، فإنه رأى ما يستقر عليه حكمُ الله آخرًا، وغلب جانب الرحمة على جانب العقوبة.
قالوا: وأما بكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فإنما كان رحمةً لنزول العذاب لمن أراد بذلك عرَضَ الدنيا، ولم يُرد ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، وإن أرادَه بعضُ الصحابة، فالفتنةُ كانت تعُمُّ ولا تُصيب من أراد ذلك خاصةً، كما هُزم العسكر يوم حنين بقول أحدهم: ( لن نُغلب اليوم من قلة ) وبإعجاب كثرتهم لمن أعجبته منهم، فهُزم الجيش بذلك فتنةً ومحنةً، ثم استقر الأمر على النصر والظفر. والله أعلم))(13).
والذي يظهر أن المآل النهائي والمستقرَّ للأسرى هو ما رسمته سورةُ القتال من قول الله جل وعلا:﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ [محمد: 4].
فإما المنُّ عليهم أي بإطلاقِ سراحِهم بلا مُقابلٍ، وإما الـمُفَادةُ بالمال أو العمل، وأما القتل فهو لأصحاب الجرائم الحربية ممن يُسمَّون بمُجرمي الحرب، وفي أعقاب نظرٍ قضائيٍّ ثاقبٍ.
ويتأكد ذلك إذا اتفق العالمُ على عدم قتل الأسرى، ودخلت الدول الإسلامية في اتفاقيات دولية تنصُّ على ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) «تفسير الثعلبي» (4/374).
(2) أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «فداء المشركين» حديث (3049).
(3) أخرجه ابن شبة في «أخبار المدينة» (1/243).
(4) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «وفد بني حنيفة» حديث (4372)، ومسلم في كتاب «الجهاد والسير» باب «ربط الأسير وحبسه» حديث (1764)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (5/ 2967) حديث (6918).
(6) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المساقاة» باب «فضل سقي الماء» حديث (2365)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان» حديث (2242)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(7) أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «الكسوة للأسارى» حديث (3008) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(8) «التاج والإكليل» (4/548).
(9) أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «شهود الملائكة بدرًا» حديث (4024) من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه.
(10) أخرجه مسلم في كتاب «الجهاد والسير» باب «قول الله تعالى: وهو الذي كَفَّ أيديَهم عنكم» حديث (1808) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(11) سبق تخريجه.
(12) أخرجه مسلم في كتاب «الجهاد والسير» باب «الإمداد بالملائكة في غزوة بدر» حديث (1763) من حديث رضي الله عنه.
(13) «زاد المعاد» (3/109-111).