ما هي ضوابط العمل بالوزارة؟ وما هي الكتب التي أرجع إليها؟ وجزاك الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:

فقد تنازع المعاصرون في حُكم المشاركةِ في الحكومةِ في ظلِّ الكيانات السياسية القائمةِ على العلمانية وتحكيم القوانين الوضعية، والذي يظهر لي: أنه لا حرجَ في هذه المشاركة في ظلِّ التغيراتِ الجديدةِ التي تموجُ بها ساحةُ العملِ السياسيِّ في هذه الأيام، شريطةَ أن يتجنَّبَ مِن القرارات والمواقفِ ما يَسخطه اللهُ ورسولُه، وأن تكون للمشارِكِ في ذلك نيةٌ صالحةُ، بأن يكون وكيلًا عن الأمةِ في صيانة حقوقها واستصلاح أحوالها ودفعِ الظُّلم الواقعِ عليها، وليس وكيلًا عن العلمانيةِ في تحكيمِ القوانينِ الوضعيةِ وإقصائها للشريعة الإسلامية وإشاعتِها الفساد في العباد والبلاد.

وذلك استدلالًا بمشاركةِ يوسفَ عليه السلام  في حُكم مصرَ في ظلِّ ولاية العزيز(1)، لينقذَ اللهُ به اقتصادها حاضرًا ومستقبلًا، وبناءً على أن مبنى الشريعة تحصيلُ المصالِح وتكميلها، وتعطيلُ المفاسد وتقليلها، والذي يظهرُ أن المصلحةَ في المشاركةِ في تولي الوزارةِ أغلبُ؛ فإن تركَ هذه المواقع يعني خلوَّها مِن الصالحين، وتمكينَ الفجَّارِ والأشرارِ مِن رقابِ المستضعَفين، فضلًا عما يتضمَّنُه ذلك من التمرُّس بالعملِ السياسيِّ ومباشرته عن كثب، وهو مِن جنس الإعدادِ للدولة العادلةِ المنشودةِ، واكتساب الخبرة اللازمة لذلك في جانبٍ من الجوانب.

أما الكتب فارجع إلى كتب: «الأحكام السلطانية» لأبي يعلى أو للماوردي، وإلى رسائل الدكتوراه المعاصرة التي كتبت في هذا المجال ككتاب الدكتور: محمد رأفت عثمان «رئاسة الدولة في الفقه الإسلامي»، أو كتاب الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس «القاضي أبو يعلى وأحكامه السلطانية». ونحو ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) قال تعالى: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ *  وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ولَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 55-56].