اسمح لي شيخي في طرح مسألة أشكلت عليَّ في فتوى لكم بخصوص الدولة المدنية، حيث ذكرتم أن الدولة الإسلامية هي دولة مدنية تحكم بالشريعة.
وسؤالي هو: إن كانت الدولة المدنية هنا تُقابل العسكرية، فماذا يُمنع شرعًا من أن تكون الدولة الإسلامية عسكرية؟ حيث علمنا أن الجهاد في الإسلام لا يختص بطائفة بعينها، وأن الخلفاء قد يكونون من قادة الجهاد أو من المجاهدين، وإن كانت المسألة مجرد اصطلاح فما الداعي للتمسك بهذا الاصطلاح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن تعبير الدولة العسكرية صار من التعبيرات سيئة السمعة في واقعنا المعاصر، لارتباطه بالقهر والتسلط وضياع الحقوق، ولما كان هذا التعبير ليس تعبيرًا شرعيًّا فلا يصبح المحافظة عليه مقصودًا لذاته، بل ينبغي أن نُخاطب الناس بما يعقلون، وأن يُستخدم التعبير الذي يدفع الإيهام ولا يُثير الجدل أو الاضطراب، بارك الله فيكم. والله تعالى أعلى وأعلم.