حول حكم القول بتكفير الحُكَّام بدعوى أنهم طواغيت
السؤال:
القول بتكفير الحُكَّام بدعوى أنهم طواغيت قد تجاوزوا الحدَّ في ظلمهم وطغيانهم لأهل الإسلام.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذا وحده لا يصلح للاستدلال به على كفر هؤلاء الحكام، فإن الطاغوت كما قال ابن القيم: «كل ما تجاوز به العبدُ حدَّه من
معبود أو متبوع أو مطاع»(1). فهو فَعَلُوت من الطغيان، كما أن الملَكُوت فعَلُوت من الملك، والرَّحَموت والرهبوت والرغبوت فعلوت
من: الرحمة والرهبة والرغبة.
وتجاوز الحد قد يبلغ بأصحابه مبلغَ الكفر، وقد لا يبلُغ، فلفظ الطاغوت كما يُطلق على الكفار والمشركين، يطلق كذلك على كل
رأسٍ في الضلال ولو لم يكن كافرًا، كأئمة البدع ونحوهم، فالطواغيت: كل ما عظم بباطل، سواء أكان هذا الباطل كفرًا أم كان
بدعةً. ومما يبين ذلك أن أهلَ العلم من أطلق لفظ الطاغوت على آكلِ الرشوة، وهو ليس بكافرٍ إجماعًا ما لم يستحلَّ ذلك.
كما أطلقت هذه الكلمة على الكاهن، وفي الكاهن تفصيل: فهو كافر كفرًا أكبر إذا ادَّعى علمَ الغيب، وكفرًا أصغر إذا زعم أن الشياطين تخبره.
وأُطلق على الحاكم بغير ما أنزل الله، وفي الحكم بغير ما أنزل الله تفصيلٌ، فقد يكون كفرًا أكبر، وقد يكون كفرًا أصغر بحسب الأحوال.
ومما سبق يتبيَّن أن هذه الكلمة وحدَها ليست قاطعةَ الدلالة على المراد، ولا تنتج هذه الدعوى. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) «إعلام الموقعين» ص50.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى السياسة الشرعية لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي