لماذا لم نسمع منك يا شيخنا حول الأحداث الراهنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنني أتابع هذه المحنة كما يتابعها غيري بقلوب تتفطر من الأسى، مع يقيني بأن العاقبة للتقوى، وأن دولة الباطل ساعة، وأن دولة الحق إلى قيام الساعة، وأن يد الله تعمل في هذه الدنيا، ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة، وليس لأحد أن يستعجلها ولا أن يقترح عليها، وأن أقدار الله جل وعلا لا تنفكُّ عن حكمته ، كما أن شرعَه لا ينفكُّ عن حكمته، وما نحن إلا ستارٌ لقدر الله تعالى، وهو الذي يدبِّر كونه ويمضي أحكامَه، ويستخدم من اصطفى من عباده ليجعلهم ستارًا لأقدار الخير، ويهين آخرين ليجعلهم ستارًا لأقدار الشر. ولله في كل ذلك الحكمة البالغة، والحجة البالغة، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18].
اتفق القاصي والداني من المنصفين أن الانقلاب الذي جرى بغيٌ على الشرعية وتمرُّد عليها، والتفاف على الثورة، وخيانة لدماء شهدائها، وأن الثبات على الحق، والإصرار على السِّلمية، والمقاومة السلمية، هو الطريق للخروج من هذه المحنة، بعد الاعتصام بالله، والضراعة إليه، واستلهامه الرشد، وصدق التوبة إليه، والاصطفاف والتلاحم الإسلامي والوطني، وإصلاح ذات البين، وجمع أنصار الحق على كلمةٍ سواء، ودراسة أسباب المحنة والاعتبار بها، والاجتهاد في تلافيها، والله من وراء القصد، وهو معكم ولن يَتِرَكم أعمالكم. والله تعالى أعلى وأعلم.