أريد نصيحة بخصوص الانضمام للتيار القطبي والتعاون من أجل العمل الجماعي. أرجو من فضيلتكم الرد للأهمية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
لا أنصحك بالانضمام إلى تيار بعينه، بل ابقَ على صلة طيبة بالجميع، وعلى تعاون طيب على البر والتقوى مع الجميع ممن يدورون في الجملة في فلك أهل السنة. بل إن كل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى أجيب إلى ذلك كائنًا من كان، ما لم يعارض ذلك بمفسدة أكبر، وذلك لعموم الأدلة التي تأمر بالتعاون على البر والتقوى، وتنهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ومن أدلته كذلك قوله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: «وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِه، لا يَسْأَلُوني خطَّةً يُعظِّمونَ فيها حُرُماتِ الله إلا أَعْطَيتُهم إِيَّاهَا»(1)، وفيه تأكيد على ترسيخ قيمة السعي للتعاون العام على الخير، والالتقاء على المشترك منه! وأن كل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرضٍٍ له أجيب إلى ذلك كائنًا من كان، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه. بالإضافة إلى كون ذلك وسيلة من وسائل تماسك النسيج الاجتماعي للدولة، والحيلولة دون اختراقه من قبل خصومها.
واعلم أن أصل الاجتماع على أعمال الخير مشروع، ولكن بعض أشكاله قد يربو ضره على نفعه، ولهذا ننصحك بالحيادية، وقد يتغير الحال في المستقبل، ولكن هذا هو الذي نستشعره في الوقت الراهن. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الشروط» باب «الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط» حديث (2734) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنه .