نرجو منكم توضيح معنى هذا الحديث: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ لِلْمَلَكِ لَـمَّةً وَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَـمَّةً، فَلَمَّةُ الْـمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْـحَقِّ وَوَعْدٌ بِالْـخَيْرِ، وَلَـمَّةُ الشَّيْطَانِ تَكْذِيبٌ بِالْـحَقِّ وَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ»(1).
وأيضًا توضيح كلمة «الملك» هل هي بكسر اللام بمعنى الله، أم بفتح اللام بمعنى الملائكة؟ بارك اللهُ فيكم.
_________________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «ومن سورة البقرة» حديث (2988)، وابن حبان في «صحيحه» (3/278) حديث (997)، من حديث عبد الله بن مسعود . وقال الترمذي: «حديث حسن».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن معنى الحديث كما هو ظاهر أن ما يقع في القلب بواسطة الملك إِيعَادٌ بِالْـخَيْرِ، كَالصَّلاة وَالصَّوْمِ، وَتَصْدِيقٌ بِالْـحَقِّ كَكُتُبِ الله وَرَسُولِهِ.
وأما ما يقع في القلب من الشَّيطان وهو إبليس أو بعض جنوده فَإِيعَادٌ بِالشَّر، كَالْكُفْرِ وَالْفِسْقِ وَالظُّلْمِ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، أَيْ فِي حَقِّ الله أَوْ حَقِّ الْـخَلْقِ، أَوْ بِالْأَمْرِ الثَّابِتِ، كَالتَّوْحيد وَالنُّبُوَّةِ وَالبَعْث وَالْقِيَامَةِ وَالنَّارِ وَالجنَّة.
هذا وإن لَـمَّةَ الشَّيطان تُسمَّى وَسْوَسَةً، وَلَـمَّةَ الْـمَلَكِ تُسمَّى إِلْـهَامًا.
وأما ضبط كلمة «الملك» فهي بفتح اللام أيُّها الحبيب، ويُقصد بها ملك من الملائكة، زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.