ما مدى صحة حديث: «أمرت أن آخذ بالظواهر». وإن لم يكن صحيحًا فهل يُوجد حديث يحمل نفس المعنى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن حديث: «أمِرْتُ أَنْ أَحْكُمَ بِالظَّاهِرِ، وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ» لم يثبت بهذا اللفظ، ولكن معناه صحيح ثابت في نصوص أخرى، منها حديث أم سلمة وهو متفق عليه من قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْـحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِيَ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»(1). وحديث: «إِنِّي لَـمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ»(2).
فالمعنى صحيح، ولكنه بهذا اللفظ ليس ثابتًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأحكام» باب «موعظة الإمام للخصوم» حديث (7169)، ومسلم في كتاب «الأقضية» باب «الحكم بالظاهر واللحن بالحجة» حديث (1713)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «بعث علي بن أبي طالب عليه السلام » حديث (4351)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «ذكر الخوارج وصفاتهم» حديث (1064)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.