وَرَد عن ابن عباس في قوله: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرعد: 11] والمعقبات من الله هي الملائكة.
وقال عكرمة عن ابن عباس: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ﴾ [الرعد: 11] قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خلُّوا عنه.
وقال مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال له الملك: وراءك إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه.
السؤال: هل يعني الحديث أنه لولا الملائكة الحفظة لأُصيب ابن آدم بأمر لم يقدره الله عليه؟ ولو كان كذلك فكيف يستقيم مع أن الله هو خالق أفعال العباد؟ وهل هناك أمور تسبق القدر لولا الحفظة من الملائكة؟ أفتونا بالتفصيل مأجورين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن معنى الحديث بسلاسة ويسر أن الله جل وعلا قد قدر في الكون أسبابًا وجعل لكل شيء سببًا، فجعل من أسباب الحفظ المُعقِّبات، كما جعل من أسباب النصر المؤمنين يوم بدر الملائكة، ولو شاء الله لانتصر منهم بنفسه بغير ملائكة وبغير أسباب، وكما أمر مريم أن تهز إليها بجذع النخلة وقد كان قادرًا على إيصال رزقه إليها بلا أسباب. والله تعالى أعلى وأعلم.