أمرنا الرسول ﷺ بإطفاء النار عند النوم، فهل ينطبق هذا الكلام على سخان الغاز؟ مع العلم لو تم إغلاقه يأخذ وقتًا عند تشغيله والماء بارد عند الوضوء لصلاة الفجر، فهل إذا لم نغلقه هل علينا إثم؟ وهل خالفنا أمر الرسول ﷺ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا أحسب أن هذه الشعلة الصغيرة الموجودة في سخان الغاز مع وجود إجراءات الحماية والتأمين الذي تتضمَّنه صناعة السخانات في واقعنا المعاصر تدخل في مقصوده ﷺ بإطفاء النار عند النوم، فقد كان هذا خشية أن تؤدي هذه النار إلى احتراق أهل البيت بفعل الفأر ونحوه، فقد جاء في الحديث: «خَمِّرُوا الْآنِيَةَ، وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا الْـمَصَابِيحَ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ»(1).
فلاحظ قوله ﷺ: فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت. فحيثما وجدت هذه الذريعة وكانت قريبة وجد الحكم، وحيثما انتفت أو ضعفت جدًّا انتفى الحكم أو ضعف، وتوجد الآن أنواع من السخانات توقد فيها الشعلة إذا شغلتها وتنطفئ تلقائيًّا إذا أطفأتها، فلعله أن يكون لك منها بديل مناسب إن شاء الله، زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الاستئذان» باب «لا تترك النار في البيت عند النوم» حديث (6295)، ومسلم في كتاب «الأشربة» باب «الأمر بتغطية الإناء» حديث (2013) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه .