والله يا دكتور صلاح لا أدري ما أقول لك من هول ما رأيت ولا حول ولا قوة إلا بالله، كنت في «سيبر» وجاء صاحب السيبر وهو رجلٌ فاضل وأخبرني أن هناك شابًّا عنده خمس وثلاثون سنة يدخل على موقعٍ للشذوذ ويكتب للرجال أنه يُريد أن يفعلوا فيه، وصاحب السيبر سجَّل هذا الكلام وهذا الموقع، وفجأة وهو يُكلِّمني دخل هذا الشَّاب وقال لي صاحب السيبر سوف نُمسكه مُتلبسًا، وفعلًا دخل في هذا الموقع، فكيف يكون التَّصرُّف الصَّحيح في مثل هذه الحالة؟ مع العلم أننا حذَّرناه من فعل قوم لوط وعقوبة ربِّنا ولكن لا حياة لمن تُنادي، وهو خارج من السيبر ألقى علينا السَّلام فلم نَرُدَّ فهل كان يجب علينا أن نَرُدَّ؟ وما حكم أَخْذ المال منه لجلوسه على الجهاز؟
ملاحظة أخيرة: قال لي صاحب السيبر: إن أجهزة أمن الدَّولة قد لا تهتمُّ بهذا الموضوع، فكيف يكون التَّصرُّف السليم؟ مع العلم أن معنا بياناتِه، برجاء إفادتنا في هذا الموضوع بصورةٍ عاجلة، فهو مُتكرِّر ونخشى نزولَ غضب الله. وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يلزمك النُّصح والتَّحْذير، ثم الهجر والاعتزال، ولقد نصحتَ ولكنه لم يُصغِ لنُصحٍ ولم يُلقِ بالًا لتوجيهٍ، فلم يبقَ إلا الدعاء له بالهداية، ثم اعتزاله وعدم تمكينه من الجلوس في السيبر، وإذا لم تستطع أن تُزيل الـمُنكَر فَلْتَزُلْ عنه، وأمرُه إلى الله عز و جل .
ونسأل اللهَ لنا ولكم العافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.