لا أجد مصدرًا للدخل سوى عملٍ في إحدى الشَّركات الغربيَّة، وأُضطر لمصافحة مديرة العمل وأنا كارهٌ، فهل عليَّ إثمٌ في ذلك؟ علمًا أنني مُكرَه على ذلك، وإلا فُصلت من العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كان الأمرُ كما تقول فأنت في شبهة اضطرارٍ أو إكراه قد ترفع عنك إثمَ هذه المصافحة، ولكن أرجو أن يستقرَّ في يقينك أن اللهَ قد تكفَّل برزق عباده، وأن من يتَّقِ اللهَ يجعل له مخرجًا(1)، وأن أهلَ السَّموات وأهلَ الأرض لو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لم يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، ولعلك تتمكَّن من بيان ما تتديَّن به في قضيَّة المصافحة لمديرة عملك في وقتٍ من الأوقات، وأن امتناعك عن مصافحتها ليس ترفُّعًا عليها ولا ازدراءً لها، بل هو مزيدٌ من صيانة المرأة والتَّكريم لها، وقد عايشنا هذه المجتمعات، وأن كثيرًا منهم من يحترم الذي يُجِلُّ دينه ويُوقِّره، ولا يُضيِّق عليه بسبب ذلك. ونسأل اللهَ أن يجعلَ لك فرجًا ومخرجًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2، 3].