أُعاني كثيرًا من أحلامٍ مزعجة في أثناء النوم، وعندما أقوم أذكر الله ولا أذكرها لأحدٍ وأجتهد كثيرًا على أن أنام على وضوء، ولكن لي أسبابي التي تحول بيني وبين استمرار البقاء على وضوء حتى الخلود إلى النوم، منها: سهولة خروج الغازات في وضعيَّة الاستلقاء، أو ملامسة جسد زوجتي على الفراش ينشأ عنها تحرُّك الشَّهْوة ضعيفًا كان أو قويًّا، فكلا الأمرين يحول دون استمرار الوضوء قبل النوم.
أقوم أيضًا بقراءة بعضٍ من أذكار النوم، ومنها طلب الرؤيا الصَّالحة، ولكن تبقى المشكلة وهي أحلام مزعجة دائمًا وكثيرًا ما أدعو الله أن يرزقني رؤيةَ النبي ﷺ، ولكن لم أحصل عليها حتى الآن. برجاء الإفادة في كيفية تجنُّب مثل هذه الأحلام المزعجة جدًّا والحصول على أسباب الرؤيا الصَّالحة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يرزقنا وإياك السَّكينة والطُّمأنينة، وصلاح البال والحال، وننصحك بمراجعة سيرتك مع ربِّك في يقظتك من حيث الوقوف عند أمره ونهيه، فما وجدتَ من تقصيرٍ فتداركه، فإنه لن ينزل بلاءٌ إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة(1).
كما ننصحك بالمداومة على الذِّكر والضَّراعة إلى الله عز و جل أن يصرفَ عنك السوء، وأن يُريك ما تقرُّ به عينك، وأن يُعيذك من الشَّيطان من نفخه وهَمْزه ولَـمْزه، وثِقْ أنه لابُدَّ لمدمن القَرْع للأبواب أن يَلِجَ، واحذر من أن تستحسر بأن تقول: دعوتُ ثم دعوتُ ولم يُستجب لي. فتنقطع عن الدُّعاء؛ فإنه يُستجاب للعبد ما لم يستحسر(2).
والدُّعاء في ذاته بابٌ من أبواب العبوديَّة لله عز و جل ، والله جل وعلا أكرمُ من أن يرفع عبدٌ من عباده يديه إليه فيردهما صفرين خائبتين(3)، وأبشر بفرجٍ قريب، والله من وراء القصد. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/402) حديث (3828)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «الاستعاذة في الصلاة» حديث (808) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه : عن النبي ﷺ قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ». وذكره الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (808).
(2) والمراد بالاستحسار هنا: أنه ينقطع عن الدعاء.
(3) ففي الحديث الذي أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الدعاء» حديث (1488)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في دعاء النبي ﷺ » حديث (3556)، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3865). من حديث سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا»، وقال الترمذي: «حديث حسن».