شيخي الحبيب، أستحلفك بالله أن تُساعدني، يا شيخ أنا والله العظيم أحبُّ الله وأحبُّ رسولَ الله ﷺ.
يا شيخ، لقد ابتُلِيتُ بموضوع الوسواس، وذهبت إلى الطبيب النَّفسي وأخذت علاجًا، ولكن منذ فترة لا آخذ العلاج وحالتي جيدة، يعني أن هناك وساوس لكني أقاومها.
يا شيخ، أنا مُبتلًى ببعض الذُّنوب، وخاصَّة ذنوب الخلوات، أنا اليوم شاهدتُ أفلامًا إباحية في خلوتي، وفعلت العادة السرية، وبعدما انتهيت ندمت ونويت على التَّوبة، وكذا مرَّة أنوي ثم أرجع وأقع في الذَّنب مرة ثانية.
يا شيخ، جئت بالليل وكنت قاعدًا على الكمبيوتر أتصفَّح مجموعة فتاوى على موقع إسلاميٍّ، كانت الفتاوى أغلبها يتكلَّم عن الحجاب وعورة المرأة، لا أدري وأنا أقرأ في الفتاوى نقرت بالماوس في الصَّفْحة فجاء إلي وسواس أنني أكون والعياذ بالله غلطت في حقِّ النَّبي ﷺ فداه أبي وأمي، ووسواس يقول لي: ليس لك توبة.
قرأت الفتاوى الخاصَّة بهذا الموضوع والخاصَّة بتوبة المرتد والعياذ بالله، يا شيخي اعتبرني أخاك الصغير، يا شيخ انصحني بالله عليك: هل آخد الأدوية مرة أخرى أم ماذا أفعل، الأدوية النَّفسيَّة تتعبني؟
يا شيخ، بالله عليك ادعُ ربَّنا أن يرضى عنِّي.
يا شيخ، أنا حفل زفافي بعد عدة أيام، أتمنى أن أفرح وأكون سعيدًا أتمنى أن ربنا يرضى عنِّي، أنا إلى أن كتبت هذا الموضوع كنت أقاومه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فلا تلتفت يا بني إلى هذه الوساوس التي توشك أن تُبغِّض إليك عبادة ربِّك، واعلم أن ربَّك أرحم الرَّاحمين(1)، وأنه لم يجعل على عباده في الدِّين من حرج(2)، فقط راقب ربَّك في خلواتك، وأكثر من ذكره آناء اللَّيل وأطراف النهار، وابتعد عن الخلوات ما استطعت، وابحث عن الرفقة الصَّالحة وارتبط بها ما استطعت، وإن كنتَ عزبًا بادِرْ إلى الزَّواج ما استطعت. وما دمت غزبًا فبادر إلى الزواج وعجِّل به ما استطعت.
وأنصحك بعدم التَّردُّد على الأطباء النَّفسيين، فإن أكثرهم يضرُّ من حيث يُريد أن ينفع، اللَّهُمَّ إلا إذا تهيَّأ لك أحدُ الصَّالحين من هؤلاء فلا حرج في استشارته، ولكنني أؤكد لك:
|
|
وأنصحك أن توثق صلتك ببعض أهل العلم في محلتك وأن تستشيره فيما يعرض لك.
أسأل اللهَ يا بني أن يصرف عنك السُّوء، وأن يتولَّاك برحمته، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83].
(2) قال تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6].
(3) هذان البيتان يُنسبا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهما من بحر المتقارب.