منذ حوالي يومين رأيت على إحدى القنوات الفضائيَّة داعية إسلاميَّة تتكلَّم عن الإسلام، بعد ذلك اتَّصَلَتْ بها أخت مسلمة واعترضت على أن تقوم المرأة بقول أحاديث نبويَّة أو التَّكلُّم في الفقه على الفضائيات.
وبصراحة هذا الاتِّصال جعلني أتساءل: من منهم على حقٍّ ومن على خطأ؟ وكيف تتعلَّم المرأة وتصل في التَّعليم إلى درجات ممتازة وبعد ذلك لا تُفيد الآخرين من علمها؟ وإذا كانت المُتَّصلة أخطأت فكيف تتَّصل وتجرح إنسانةً وتنتقدها على الملأ بدون علم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا أرى حرجًا في صاحبة الدِّين والعِلْم من النساء أن تُفيد بعلمها الآخرين، سواءٌ أكان ذلك في الفضائيات أم في غيرها، ما دامت أهلًا لذلك، شريطة أن تلتزم بعفافها وحجابها وصيانتها، وأن تكون جادَّةً في حديثها غير خاضعةٍ بقولها، وألا تكون مُتَبرِّجة بزينة.
واعتراض من اعترضت عليها كان اجتهادًا منها، والمجتهد قد يُصيب وقد يخطئ، والمسائل الاجتهاديَّة ينبغي ألا يُنكر فيها على المخالف.
ولكن ذكرنا لك اجتهادنا في هذه المسألة على كلِّ حالٍ، وقد رجحنا في فتوى سابقة عدم استحباب ظهور معلمات القرآن بصفة خاصة على الشاشة؛ لأن تعليم التجويد يحتاج إلى إمعان نظر في وجه المعلم والتركيز على حركة شفاهه، الأمر الذي لا يحسن ذلك من النساء، وبهذا يختلف تعليم القرآن عن المحاضرات الدعوية العامة، هو هو اجتهادنا إن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأً فمنَّا أو من الشَّيطان، ونحن راجعون عنه في حياتنا وبعد مماتنا. ونسأل الله معافاته، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.