أكتب لكم وأنا أشعر بانفصام في الشخصية.
فـأنا بفضل الله أتممت حفظَ كتاب الله منذ خمس سنوات، وأحرص على مراجعته في كل وقت. أذهب كل أسبوع لأُسَمِّع على شيخ ما فتح الله عليَّ من المراجعة طوال الأسبوع، وأنا بفضل الله أحرص على الصلاة في المسجد. الحمد لله رزقني الله الزوجة الصالحة ورزقني من البنات اثنتين.
مع هذا كله فأنا أعاني من مرض قلبيٍّ بشع؛ مما يجعلني أنظر عبر الإنترنت إلى المواقع الغير لائقة والتي تُغضب الله عز وجل مع كبر هذه المعصية واستمرار ي وتكراري عليها، وأنا أشعر بأن الله تعالى يتغمدني بـرحمته وينزل علي نعمَه باستمرار، لا أدري أين الخلل؟
أعلم تمام اليقين أنه لا يجتمع كلامُ الله مع معصية الله في قلب واحد. هل المشكلة في عدم قبول صلاتي لأن الله يقول: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]؟
هل المشكلة أني لا أعطي للقرآن حقَّه الكافي؟
أكتب لكم وأنا حزين على حالي وأخاف أن يتحوَّل هذا المرض إلى عادة. بالله عليكم أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأمر جليٌّ بيِّنٌ، الدخول إلى هذه المواقع معصية بيِّنة، ويلزمك التوبة منها على الفور.
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ *** وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ(1)
أما استمرار النِّعم رغم المعصية فقد يكون إمهالًا لعلك تتوب، وقد يكون استدراجًا من الله عز وجل، وتلك أخطر وأنكى.
فإذا رأيت الله يُنعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم بأنه مستدرج، فاحذر يا عبد الله من استدراج الله عز وجل لك، ولا تغتر بسَتره عليك.
اعزم عزمة عمرية على ترك هذا المنكر، واجتهد في الارتباط ببرنامج دعوي أو تعليمي يُعينك على ذلك، واتخذ لك رفقةً صالحة تُعينك على الخير وتحضك عليه.
أسأل الله أن يغفر ذنبك وأن يطهر قلبك، وأن يرزقك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) البيت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو من بحر المتقارب.