هل يجوز تشميت العاطس غير المسلم بما تعارفوا عليه من ألفاظ مثل «you Bless» كما يقولون في أمريكا، وليس فيها دعوة لهم بالرحمة، ولا بالمغفرة، بل كلمة تعارفوا عليها، وقد ينوي بها المسلم أنها دعوة لهم بالهداية. جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أخرج أبو داود والترمذي وصححه، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي ﷺ يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله. فيقول: ««يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»»(1).
قال ابن دقيق العيد: إذا نظرنا إلى قول من قال من أهل اللغة: إن التشميت الدعاء بالخير دخل الكفار في عموم الأمر بالتشميت، وإذا نظرنا إلى من خص التشميت بالرحمة لم يدخلوا. قلت – القائل: ابن حجر- وهذا البحث أنشأه من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دالٌّ على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت، لكن لهم تشميت مخصوص، وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال، وهو الشأن، ولا مانع من ذلك، بخلاف تشميت المسلمين؛ فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف غير المسلمين. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «كيف يشمت الذمي» حديث (5038)، والترمذي في كتاب «الأدب» باب «ما جاء كيف تشميت العاطس» حديث (2739) وقال: «حسن صحيح»، وصححه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (1277).