عزيزي الشيخ، سنحت لي فرصة لأعود لبلدي في عمل قريب من أهلي ولكن بنصف راتبي في السعودية، وأيضًا في بلدي لا يمكن التوفير على الإطلاق. هل تنصحني بأن أتخلى عن كل هذا من أجل أن أكون قريبًا من أهلي؟ وهل صحيح تحصيل رضا الوالدين عن قرب واقتدار أفضل من تحصيله عن بعد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن حسنت نيتك في انتقالك هذا فأرجو أن يجزل الله لك المثوبة عليه، وأن يعوضك خيرًا؛ فإن مَن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه(1)، وأنصح بأن تأتمر في ذلك مع والديك، وأن تتشاور معهما في أمر هذه النقلة، ثم تستخير الله عز و جل وتمضي لما ينهج لك، وأسأل الله أن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 78) حديث (20758)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (2/ 178) حديث (1135)، من حديث يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة بلفظ: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ الله جَلَّ وَعَزَّ إِلَّا أَعْطَاكَ خَيْرًا مِنْهُ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/ 269) وقال: «رواه كله أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح».