الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على النَّبيِّ. وبعد: تخيَّلت أن أحدَ زملائي سألني سؤالًا في الدين فأجبته بقول: «لا». فغضب الأستاذ لأنه لا يُحب أن يردَّ أحدٌ غيره على الأسئلة، فتخيَّلت أنني قلت لأكظم غيظه: «لا، نعم، لا، نعم» ليظن أنني أمزح وكي لا يغضب، ولكنني تخيَّلتُ كلَّ هذا في خيالي ولم يحصل في الحقيقة. فهل عليَّ شيءٌ؟
وأعلم أنه لو حدث في الحقيقة ربما فعلتُ ما ذكرته لكم قبل قليل في أول السطور. والصَّلاة والسَّلام على النَّبيِّ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كلَّ ما دار في خيالك ولم تنطق به فإن الله جلَّ وعلا لا يُحاسبك عليه، فإنه سبحانه قد تجاوز لهذه الأُمَّة عمَّا حدَّثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلَّم به(1).
فطِبْ نفسًا وقَرَّ عينًا، ولكن ينبغي أن تَشغلَ بالك بالاعتبار والتَّفكُّر. ونسأل الله لنا ولك التَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، بلفظ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ».