سيدي الكريم، أعرف أن موقعكم ليس لتفسير الأحلام، لكنني في همٍّ وغمٍّ كبيرين؛ إذ رأيت منامًا عاديًّا، لكن قرأت في «تفسير ابن سيرين» و«النابلسي» أن تفسيره أن يموت صاحب المنام، كما أنني لم أحدث بمنامي لأحد.
أرجوك سيدي إنني في غمٍّ كبير، وخوفي يزداد ىومًا بعد يومٍ، طَمْئِنِّي وأفدني بارك اللهُ فيك. وجزاكم اللهُ ألفَ ألفِ خيرٍ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
أسال اللهَ أن يُطيل عمرك في طاعته، وأن يُوفِّقك دائمًا للصالح من القول والعمل، و«الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِـمَا بَعْدَ الْـمَوْتِ»(1)، والأصل أن تكون في الدُّنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح(2)، سواءٌ عليك أرأيت هذا الحلم أم لم تره!
علمًا بأن الآجال بيد الله عز و جل ، لا يُقدِّمها حُلم ولا يؤخره، وعلمًا بأن كثيرًا من الأحلام التي تكون من هذا النَّوع يعبرها كثيرٌ من المعبرين على خلاف ظاهرها، فقد تكون دلالةً على طول العمر. ومرة أخرى أطال الله عمرك في طاعته، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2459)، وابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر الموت والاستعداد له» حديث (4260) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه . وقال الترمذي: «حديث حسن».
(2) فقد أخرج البخاري في كتاب «الرقاق» باب «قول النبي ﷺ: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» حديث (6416) عن عبد الله بن عمر ب قال: أخذ رسول الله ﷺ بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.