هل الرأي الأقوى أنه يجوز استخدام الصبغة السوداء للرجال والنساء؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فالصبغ بالسواد للنساء محلُّ اختلاف بين أهل العلم والاحتياط تركه؛ لحديث: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ»(1).
ومنهم من توسع في ذلك وقصَر النهي على الرجال؛ لأن النساء محلٌّ للزينة، ويتوسع معهن ما لا يتوسع مع الرجال، كما أبيح لهن الذهب والحرير، ومنع منه الرجال.
ومنهم من أباح ذلك للجميع لما روي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يصبغون بالسواد كالحسن والحسين وغيرهما(2) . ومن هنا كان الاحتياط تركه.
ويمكن للمرأة أن تستعمل بعض الألوان القريبة من السواد كالبني الغامق مثلًا، لتخرج من الخلاف وتعمل بالاحتياط، مع تحقق المقصود الجمالي. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة وتحريمه بالسواد» حديث (2102) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

(2) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (5/183) حديث (25017) عن قيس مولى خباب قال: دخلت على الحسن والحسين وهما يخضبان بالسواد.