هل ما فعله الابن فيما سأذكره بُغضٌ لجزءٍ من الدِّين؟
المسألة: أن الأم طلبت من ولدها أن يمسح حوض الحمام باستخدام «خيشة»، فاستقذر أن يمسح، ولكنه في آخر الأمر مسح. فهل كَرِه شيئًا من الدِّين لأن مسح الحوض من أجل طاعة الأم فرض، وهو استقذر هذا لأنه يرى أن الحوض ليس نظيفًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا تَشُقَّ على نفسك على هذا النحو، ولا تتعمق هذا التعمق، ولا تتكلَّف هذا التكلف؛ فإن استثقالَ شيءٍ من جهة الطبع لا يعني بالضرورة بغضه من جهة الشرع؛ فقد قال ربُّك عن فريق من أهل بدر: ﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴾[الأنفال: 5- 6].
فاستثقالهم الخروجَ إلى الجهاد من جهة الطبع لا يعني بُغضَهم له من جهة الشرع، وإلا لما وُصفوا بالإيمان، ولكن نقول لك: جزاك الله خيرًا على حرصك على دينك وحرصك على برِّك بأمِّك، فداوم على برِّها واتَّخذه سبيلًا إلى ربك. وأسأل الله لنا ولك القبول والتوفيق، والله تعالى أعلى وأعلم.