ماذا إذا فعلت شيئًا يُخرج عن الملة وأنا جاهل بأنه ينقض الإيمان؟ وما حكم من قال لأخيه: يا كافر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إذا فعلت ذنبًا جهلا فلا تثريب عليك؛ لأن التكليف يكون بعد العلم، ولكن يلزمك التعلم؛ فإن «طَلَب الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(1)، و«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفقِّهْهُ فِي الدِّينِ»(2).
ومن قال لأخيه: يا كافر. فقد باء بها أحدهما(3)، فإن كان أخوه كافرًا فهو كما قال، وإلا رُدَّت على من قالها له ظلمًا.
والخلاصة يا بني أن هذه الكلمة كبيرة؛ فعود نفسك على تجنبها والابتعاد عنها. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه ابن ماجه في مقدمة «سننه» باب «فضل العلماء والحث على طلب العلم» حديث (224) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه . وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (218).
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «العلم» باب «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» حديث (71)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «النهي عن المسألة» حديث (1037) من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .
(3) وذلك للحديث المتفق عليه الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «من كفر أخاه بغير تأويل» حديث (6104)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر» حديث (60)، من حديث ابن عمر ب أن النبي ﷺ قال: «أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ».