أغضبني شخصٌ غضبًا شديدًا، فأردتُ أن أقولَ: «يلعن دين أمك» وكنت لا أفهم ما أقول، وكنت لا أقصد إلا شتم هذا الشَّخص.
والآن أشكُّ: هل كنتُ أريد أن أنطق بهذا السَّبِّ بنيةِ شتم هذا الشَّخص، ولكني أمسكتُ لساني، وأني لم أكن أفهم ما أقول؟ أم أنني كنت غاضبًا فقال لي شيءٌ في نفسي فجأة: قل له: «يلعن دين أمك». والحمد لله أنني لم أنطق بهذا السَّبِّ الفاحش في كلتا الحالتين.
وفي وسط غضبي توقفتُ فجأةً وقلتُ لنفسي: لحظة، هذا سبٌّ للدِّين، أتستحي أن تنطق به؟!
الأسئلة:
– فهل عليَّ شيءٌ؟
– كيف نُطبِّق «اليقين لا يزول بالشَّك» و«الأصل براءة الذِّمَّة» في هذه المسألة؟
– هل عليَّ أن أنطق بالشَّهادتين من جديد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنوصيك بوصية النَّبيِّ ﷺ: «لَا تَغْضَبْ»(1).
ونحمد اللهَ أن الأمرَ لم يتجاوز حديث النَّفس، وأنك أمسكت لسانك عن التَّلفُّظ به، وقد تجاوز اللهُ لهذه الأُمَّة عمَّا حدَّثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلَّم به(2).
وقد عصمك الله برحمته من هذا ومن ذاك، فمرة أخرى لا تغضب، واستغفرِ الله عز وجل ، وجدِّد العَزْم على الاستقامة والبُعْد عن مثيرات الغضب.
ونسأل الله لنا ولك التَّوبة والهداية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، بلفظ: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ».