سيدي الشيخ أنا عمري 42 سنة، متزوج منذ 15 سنة، ولي ثلاثة أبناء. أنا مريض بالوسواس القهري منذ 20 سنة وأتعالج حاليًا عند طبيب نفسي. مشكلتي أن هذا المرض جعلني أنقِّب في تاريخ حياتي فتذكرت أنني- والأغلب قبل الزواج ووقتها لم أكن أصلي تكاسلًا وكنت أصوم وأصلي العيدين غالبًا- قلت نكتةً لأصدقائي، (مفادها أن رجلًا جامع زوجته فوق الكعبة فأصاب منيه رجلًا يطوف بالكعبة….) مع كلام بذيء، والمعذرة على هذا الوصف، وذلك على سبيل المزح وليس قصدي الحطَّ من قيمة الكعبة أو الاستهزاء بها أو بالدين، ولم أكن أعلم خطورةَ هذا المزح الذي يُمكن أن يصل إلى الكفر.
أنا الآن أعيش حالة انهيار عصبي بسبب تذكري لهذا الموقف؛ لخوفي أن أكون كفرت، ولخوفي من أن يكون زواجي مفسوخًا. فما حكم زواجي؟ وما حكم أبنائي؟ وهل يجب تجديدُ العقد؟ وكيف يتمُّ ذلك؟ أرجوكم فضيلة الشيخ أفيدوني بسرعة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما كان منك في زمان غفلتك وجهلك وتفريطك- وقد مَنَّ الله عليك بالتوبة منه- أرجو أن يكون بعد التوبة في دائرة العفو، وأن لا يكون لها أثرٌ على صحَّة عقد زواجك، فإن الله يقبل التوبةَ عن عباده ويعفُو عن السيئات(1).
فاطرح هذه الوساوس وراءَ ظهرك وتجاهلها، فإن عجزت عن ذلك فالتمس علاجًا عند الأطباء النفسيين.
نسأل الله أن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)} [الشورى: 25].