السؤال:
لدي أخت صغيرة ١٢ سنة، بلغت حديثًا ولم تكن تُصلِّي، فنصحتها حتى أصبحت محافظةً على الصلوات وجيدة في تعاملها مع الناس والحمد لله.
لكنها مرة فاجأتني وسألتني: ما حكم المغنيين والراقصين المسلمين والغير مسلمين؟ وسألتني هل هناك يهود أو نصارى يدخلون الجنة؟
فبيَّنت لها بكلمات بسيطة أن الجنة لن يدخلها إلا من كان دينه الإسلام، وأخبرتها أن الفساق مثل المغنيين والراقصين إن كانوا مسلمين فإن الله تعالى قد يغفر لهم إن شاء أو قد يدخلهم النار لكنهم لا يخلدون فيها ويخرجون، وأما من كان غير مسلم فإنه يخلد في النار إن لم يكن جاهلًا أو معذورًا عند الله.
فقالت أختي: «يعني بنتحرق شوية وبنروح الجنة». بصيغه مداعبة على كلماتي.
فأخبرتها بأن النار قوية شديدة لا يصحُّ أن نقول ندخُلها قليلًا ثم نخرج، وأخبرتها أن لا أحد يتحمل نارَ الدنيا قليلًا فكيف بنار الآخرة. فسكتت.
فهل يحكم بكفرها بعد أن قالت تلك الجملة؟ وهي مداعبة تمزح ولا تقصد التهكُّم والاستهزاء بالدين.
هل هذا الكلام كفر؟ وإن كان كُفرًا فهل تشَهُّدها في الصلاة يكفي أم يجب أن أطلب منها أن تتشهد بنيَّةِ الدخول للإسلام؟ وأبين لها أن ما وقعت فيه كفر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يزال هذا السؤال في إطار الحالة المرضية التي تعانين منها، وأسأل الله أن يعافيك منها.
مال الصغيرة على النحو الذي وصفت والكفر؟! الكفر يا بنيتي هو التكذيب، أو الردُّ والإباء والاستكبار، أو الطعن في الدين وسبُّه، أو الاستهزاء به والسخرية منه، لأنه دين، فأين أختك الصغيرة من هذا كله؟! وكيف يكون الاتهام بالكفر هو أول ما يقفز إلى ذهنك عند مشاهدة هذا الموقف، وأول ما تظنينه بها؟!
وهل الكفر بهذه البساطة يُحكم به على طفلة حديثة عهد بالحياة وبالتديُّن وبالفقه في الدين، مع تأكيدك على كونها لم تكن تقصد التهكم أو الاستهزاء بالدين، فأين مناط الكفر إذن؟
يبدو أن المشكلة فيكِ قبل أن تكون في أختك، ويبدو أن هذا امتدادٌ للحالة المرضية التي تعانين منها من الوسوسة في أمر الطلاق، وأمور التدين بصفة عامة.
اللهم امسح عليها بيمينك الشافية، واجمع لها بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.