السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت فتوى مسجلة لأحد السادة العلماء يقول فيها ما مفاده بأن الذي يؤخر الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها ثم يصليها بعد ذلك فإنها لا تقبل منه أبدا ، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي غير مقبول ، مستدلا بأن تأخير الصلاة عمدا عن وقتها ليس من أمر الإسلام ، إذن فهو رد أي غير مقبول.
أرجو من فضيلتكم تفصيل لهذا الأمر
جزاكم الله خيرا ، وزادكم علما وفضلا
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن الذي يستفاد من ذلك أن لا تتعمد تأخير الصلاة عن وقتها، فإن ذلك إثم عظيم وقد قال تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )
أما قضاء الصلاة بالنسبة لمن تركها متعمدا فهذا موضع خلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال لا يقضي تأسيسا على أنه بتعمده ترك الصلاة بغير عذر يكون قد خرج من الإسلام، والمرتد لا يطالب بقضاء ما فاته في زمن ردته عند جمهور العلماء، ومنهم من قال بوجوب قضائها قياسا أولويا على الناسي والنائم، ففي الحديث (من نام عن صلاة او نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) فإذا كان النائم أو الناسي يطالب بالقضاء، فأولى من تركها متعمدا، وهذا القول أحوط وأبرأ للذمة، والله تعالى أعلى وأعلم