أنا امرأة أبلغ من العمر ثلاثًا وثلاثين سنة أعمل مديرة سجن، ملتزمة والحمد لله، قام أحد نزلاء السجن بشرب الخمر وكان عدد كبير من السجناء شهودًا على فعلته، وبصفتي ولية الأمر هناك هل يحق لي أن أجلده بالسوط بنفسي؟ مع العلم بقدرتي على فعل هذا. وكم أجلد؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
شكر الله لك غيرتك على دينه وحرصك على إقامة حدوده. ولكننا نقول لك- بارك الله فيك: إن الحدود لا تناط بالأفراد وإنما تناط بالسلطات العامة، فإذا كانت أنظمة السجن ولوائحه تسمح بذلك فلا حرج، ويكون هذا الفعل حينئذ من أجل القربات، فإن حدًّا يعمل به في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين خريفًا.
ولكن إذا كانت اللوائح علمانية، والقوانين لا تنبثق من مشكاة الشريعة، فلا نرى لك ذلك لما يعرضك حينئذ للخطر والوقوع تحت طائلة القوانين، والأصل في الحدود أنها لابد أن تستند إلى شوكة دولة وإلى منعة نظام وسلطان، ولا يقيمها آحاد من الناس في ظل أنظمة تكفر بها ولا تسمح بتطبيقها، ويكفي أن الله مطلع عليك وعليم بصدق رغبتك في إقامة حدوده عندما يتاح لك ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
تطبيق الحدود في السجن
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 15 الحدود