صديقي كان متزوجًا من مكسيكية طلقها لأنها لا تنجب، أهله من لبنان أقنعوه بالزواج من لبنانية، طلق المكسيكية رغم أنها حملت منه بعد فترة، ولكنها ما أخبرته، سافرت إلى المكسيك وهو سافر إلى لبنان وتزوج، عادت المكسيكية لأمريكا وهي حامل وصورة الطفل في الأشعة يشبه والده، هو لا يرغب في رؤيتها، ولا يسأل عنها، وهي لا تسأله مالًا ولا أيَّ شيء- وهو قد قطع علاقته بنا- كان متفقًا مع المكسيكية أن ينشأ أولادُهما مسلمين، ولكنه الآن لا يهتم للجنين ولده هذا الذي سينشأ مسيحيًّا في المكسيك. صديقي أصبح متدينًا جدًّا وأدى فريضة الحج، أنا أستغرب كيف يستطيع النوم بسهولة وله ابنه هذا الذي لا يهتم به، وقد أجري الطلاق في 25/7/2002 باتفاق بينهما برسالة للمكسيكية من المحكمة في 25/4/2002 بأنه لا نفقة لها ولا لطفلها، هي غير متمسكة بشدة بالمسيحية، وممكن أن تقبل الإسلام لو أعينت على ذلك أطلب الفتوى في:
كيف أتعامل مع صديقي الذي أنهى علاقته بنا لا لسبب سوى أننا نعرف زوجته المكسيكية؟
لا أعلم إن كان والداه يعلمان بحمل زوجته المكسيكية- مشكلتي الحقيقية هو هذا الطفل الذي سيتربى في وسط مسيحي.
صديقي أخبرني أنه سيسرع في الزواج لأنه يتقدم في العمر، وحتى لا يتأخر به العمر لابد أن يسرع، وهذا يبدو كاللغز لأنه لم يشرح ماذا يقصد بذلك (بأن زوجته السابقة لا تحمل وتنجب أم أنها لا تريد أن تكون مسلمة؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ليس لأحد أن ينفي نسب ولده بمجرد الشبهة، وللشارع تَشَوُّفٌ إلى إثبات النسب يعرفه أهل العلم بالشريعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْـحَجَرُ»، وهذا يعني أن المرأة إذا علقت وهي في عصمة زوجها فالأصل ثبوت نسب هذا الحمل لصاحب الفراش الشرعي، ولا يحل نفيه إلا بيقين، وسبيل ذلك اللعان كما هو معلوم.
وتجاهل هذا الرجل لولده جريمة تدينها الأرض والسماء، ولاسيما مع الاحتمال الراجح في مثل حالته أن ينشأ هذا الولد على غير الإسلام، إلا أن تتداركه رحمة من الله عز وجل، وعلى من يحيطون بهذا الرجل تخويفُه بالله عز وجل، وترغيبُه في مراجعة الحق، فمن أدى ما عليه من النصيحة والتحذير فقد سَلِم، ويبقى بعد هذا أن: كل نفس بما كسبت رهينة. والله تعالى أعلى وأعلم.