استحقاق مكافأة التخرج لمن كان يغش في الامتحانات

أنا أحد الطلاب المبتعثين، وقد صدر مني أمرٌ سيء أكثر من مرة، وهو الغش في بعض أسئلة الاختبارات، لأني كنت أرى الكثيرَ يغش، ما يجعلني أشعر أنهم سيكونون أفضل مني بغير حق. أعلم خطئي، وتُبت إلى الله، وفي الفصل الأخير لم أغش، لكن تخرجت بمعدل عالي، وطلبت من الدولة مكافأة التخرُّج بمعدل عالي وأعطوني إياها، ولكني لم أصرفها لأني أعتقد أنه لو أنني لم أغش مسبقًا لما حصلت على المعدل العالي الذي يخولني لهذه المكافأة.
هل توبتي كافية والمال حلال؟ أم أعيد المبلغ للدولة؟
هل يجوز لي التقدم للدكتوراه بهذه الشهادة أم لا؟ هل يجوز لي العمل بها أم لا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1)، فأكثر من الاستغفار وعمل الصالحات، وقد قال ربك جل وعلا: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]. وقال نبيك صلى الله عليه وسلم: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْـحَسَنَةَ تَمْحُهَا»(2).
ومكافأة التخرج التي صرفت لك بغير حقٍّ قد يعسر عليك ردُّها إلى الدولة، فيمكنك توجيهها إلى أحد المصارف العامة، تخلصًا من مال تلقيته بغير وجه حق.
ولا بأس بالعمل بهذه الشهادة أو التقدُّم بها إلى الدكتوراه إذا كان الغش الذي تورطت فيه فيما مضى لا يؤثر على كفايتك للعمل الذي تتقدم له وقيامك به على الوجه المنشود، ولا يؤثر في تحصيلك العلمي لمتطلبات الدكتوراه وقيامك بها على الوجه المنشود، وإن كثيرًا من الشهادات العلمية في المشرق لا تكون هي التي تؤهل وحدها للعمل أو الدراسات العليا بل العبرة بالخبرة والكفاية المهنية العملية، والقدرات الشخصية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________
(1) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 153) حديث (21392)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في معاشرة الناس» حديث (1987) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (1373).

تاريخ النشر : 10 ديسمبر, 2025

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend