أرجو من فضيلتكم التكرُّم بمساعدتي في حل مشكلتي.
فأنا سيدة مصابة بالوسواس القهري في أمور الطلاق وكم أتعبت زوجي كثيرًا في أسئلة عن الطلاق وعن نيَّتِه، وهو يؤكد لي مرارًا أنه لا يحبُّ الطلاق ولا يريده ونيته ليس فيها شيء.
وقد حدث لي ذلك الوسواس بشدة بعد أن عرفت طلاقَ الكناية وأصبحت أتشكَّك في كلِّ أمور حياتنا، فقال لي: الطلاق لا يقع إلا باللفظ الصريح. وهو: «أنت طالق». من أين جِئت بهذا الكلام؟
فقلت له: «من النت كل الشيوخ يقولون هذا الكلام».
ففتح هو الآخر النت وعرف عن طلاق الكناية وتشتَّت عقله وخصوصًا لأنه فهم الكناية بالخطأ أنها مجرد أنه ينوى الطلاق حتى لو كانت نيته إيقاعه مستقبلًا.
وقال لي: «أنا واثق من نيتي، أنا مش بتاع طلاق بس منكرش إني اتهزيت من الكلام ده».
وأنا غضبت جدًّا جدًّا لأني وضعت زوجي في هذه الدوامة وخصوصًا أنه حليم وهادئ جدًّا بمعنى: اتق شر الحليم إذا غضب.
ولم أفهمه أن الكناية هي المقصود بها الإيقاع الفوري للطلاق بكلمة تدل على الفرقة، بل سكت حتى لا ينفجر زوجي ويلقيها في وجهي صراحة، وحتى لا أشتته أكثر، وخصوصًا أني عاهدته ألَّا أفتح فمي في هذا الموضوع نهائيًّا. وأي كلمة مني بعد ذلك سوف يكون تصرُّف زوجي غير مأمون العواقب.
وسؤالي لحضرتك:
أعلم أن ما فعلته حماقةً شديدة ولكنه الإلحاح والوسواس القهري الذي دمرني وكاد يدمر بيتي. هل علمُ زوجي بطلاق الكناية في مصلحة حياتنا أم عدم علمه كان أفضل ويكون على طبيعته أكثر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأنت يا سيدتي كمن يُطلق الرصاص على ساقه!
كم نصحتُك من قبلُ مرارًا في هذه القضية؟! وكم أوصيتُك بعدم الدخول على مواقع النت التي تتحدث عن الطلاق، وأنك إذا نزلت بك نازلةٌ سواء عليها أتعلقت بالطلاق أم بغيره تتخيرين من تثقين في دينه علمه وتستفتينه، وتصدرين عن فتواه، ويغلق الملف عند هذا الحد.
ها هي وساوسك القديمة تُعاودك مرة أخرى لتتجدد معها متاعبك ومتاعبنا، وأوجاعك وأوجاعنا!
أغلقي يا سيدتي هذا الملف، ولا تفاتحي زوجك في شيء، وأقبلي على حياتك فاستصلحي شئونها، ولا تعيدي الحديث في هذه القضية مرة أخرى، وإن حدث ما يوجب الفُتيا فليكن زوجك هو الذي يكتب إلينا وسنجيبه بإذن الله.
اللهم امسح عليها بيمينك الشافية، واجمع لها بين الأجر والعافية، واجعل هذه الرسالة آخر أوجاعها وأوجاعنا معها. والله تعالى أعلى وأعلم.
وَسْوَسَت لزوجها بفتح مواقع الإنترنت لمعرفة ضابط طلاق الكناية
تاريخ النشر : 13 نوفمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة
فتاوى ذات صلة: