أنا كاتب مغمور، أتكسب رِزقي من إعداد مقالات لكُتاب لهم جمهورهم، وأقول أنهم منبر لي أنشر وأفيد الناس، وقد يُضيفون أو يُعدِّلون في المقالة الشيءَ اليسير أو لا يفعلون، وتنزل بأسمائهم وصورهم، ولكن بعضهم نساءٌ متبرجات في الوقت نفسه توجهاتهم وأعمالهم هادفة، وتنزل صورهم على مواقع النشر، فما حكم الأموال التي أتقاضاها عن ذلك؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنه لا بأس من الاستعانة بالغير في إعداد البحوث وكتابة المقالات، ولكن ليس على وجه أن تكون المقالة كلها من صنع غير من ينشرها وتنسب إليه، وإلا دخلنا في باب السرقات العلمية، وعلى هذا فإذا تضمنت مقالاتك دعوةً إلى الخير وإلى الفضيلة، أو على الأقل لم تتضمن باطلًا ولا إثمًا، فلا حرج فيما تفعل، إذ الأصل في ذلك الحلُّ، مادام ناشر المقال يبدئ فيها ويعيد، ويضع عليه بصمته تقديما وتأخيرا وإضافة وحذفا، وحسابهن على الله في تبرجهن، وفسوقهن عن أمر الله، ولعلك بوجودك في هذا الموقع تستطيع أن تدلهم على خير، أو تصرفهم عن سوء. وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : (ما قول فضيلتكم فيما يفعله البعض من استئجار من يكتب لهم البحوث ، أو يعد لهم الرسائل ، أو يحقق بعض الكتب فيحصلون به على شهادات علمية؟)
فأجاب : ” إن مما يؤسف له ـ كما ذكر السائل ـ أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثاً أو رسائل يحصلون بها على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب ، فيقول لشخص : حضِّر لي تراجم هؤلاء وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين أو ما أشبه ذلك ، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة ومخالف للواقع ، وأرى أنه نوع من الخيانة ؛ لأنه لابد أن يكون المقصود من ذلك الشهادة فقط فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يُجِبْ.
لهذا أحذر إخواني الذين يحققون الكتب أو الذين يحضّرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة ، وأقول إنه لا بأس من الاستعانة بالغير ولكن ليس على وجه أن تكون الرسالة كلها من صنع غيره ، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ، إنه سميع مجيب ” والله تعالى أعلى وأعلم.
أبيع مقالاتي لمتبرجات ينشرنها بأسمائهن
تاريخ النشر : 07 أكتوبر, 2025
التصنيفات الموضوعية: 01 البيع, 10 الوظائف والأعمال
فتاوى ذات صلة:
