التشريك في النية بين صيام قضاء رمضان وصيام الستة البيض

شيخي العزيز ربنا يكرمك ويزيدك من علمه. أنا في شهر رمضان أذنبت في ثلاثة أيام ذنبًا عظيمًا وحضرتك أفتيتني أن أتوب وأعوض تلك الأيام بصيام ثلاثة أيام أخرى، وبدأتهم بالفعل. لكن هل يجوز أن أنوي مع تعويض تلك الأيام الأيامَ البيض من شهر شوال؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذا الذي تذكره لا يصلُح يا بني، فلا بد أن تُتِمَّ صيام رمضان، ثم تأتي بعد ذلك بعبادة صيام الست من شوال، فهما عبادتان منفصلتان «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ». إلا إذا ضاق عليك الأمر ولم يبق من شوال إلا ستة أيام، فيمكنك صيامها على أنها صيام الأيام الستة، ثم تأتي بعد ذلك بقضاء ما فاتك من رمضان.
ولا تجزئ إحداهما عن الأخرى، لأن كل عبادة منهما مستقلَّةٌ عن الأخرى، مقصودة بذاتها، فلا تندرج تحت العبادة الأخرى.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «فتاوى الصيام»: ((من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوُّع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»(1). ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يُعد صائمًا رمضان حتى يكمل القضاء))(2). اهـ. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصيام» باب «استحباب صيام ستة أيام من شوال إتباعًا» حديث (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
(2) «فتاوى الصيام» (438).

تاريخ النشر : 06 أكتوبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend