ما حكم التزيُّن بوضع مساحيق التجميل أمام الأجانب أو لبس الباروكة؟ أفتونا مأجورين.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد جاء في قرار لمجمع فقهاء الشريعة بامريكا في دورته حول نوازل المراة المسلمة خارج ديار الإسلام ما يلي ( لا يجوز للمرأة وضعُ مساحيق التجميل أمام الأجانب، إلا ما كان من ذلك سترًا لعيبٍ، لإعادة البشرة إلى لونها الخلقي. ولا حرج في التزيُّن بالمعروف للخُطَّاب عند الرؤية الشرعية قياسًا على الخِضَاب والكُحل ونحوه.
ولا حرج على من تساقط شعرُها بالكلية أن تلبس الباروكة سترًا للعيب، سواء أكان ذلك تزينًا للزوج، أو عند مخالطة المحارم. وتحرم فيما وراء ذلك لكونها من الوصلِ المحرَّم)
فقد ثبت في الصحيحين، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: أنه تناول قَصَّة من شعرٍ كانت بيد حرسي، ثم قال وهو على المنبر: أين علماؤكم؟! سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: «إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ». وفي لفظ لمسلم: «إِنِّمَا عُذِّبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَـمَّا اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ»(1).
وفي الصحيحين أيضًا، واللفظ لمسلم، عن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينةَ فخطبنا، وأخرج كُبَّة من شعر فقال: ما كنت أرى أن أحدًا يفعله إلا اليهود، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فسماه: «الزُّورَ»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «اللباس» باب «الوصل في الشعر» حديث (5933)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات والمغيرات خلق الله» حديث (2127).
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «اللباس» باب «الوصل في الشعر» حديث (5938)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات والمغيرات خلق الله» حديث (2127).