حول زراعة الأسنان من أسنان إنسان ميت

سؤال عن زرع أسنان يدخل فيها مادة من أسنان إنسان ميت، وماذا لو هي فعلًا أسنان إنسان ميت معالجة كيميائيًّا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا بأس بعلاج الأسنان المعيبة بتقويمها وإصلاحها أو باستبدالها عند تعذر إصلاحها.
وقد سُئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في بلاد الحرمين عن خلع الأسنان وجعل مكانها أسنانًا جديدة، هل هو من تبديل خلق الله؟
فأجابوا: ((لا بأس بعلاج الأسنان المصابة أو المعيبة بما يُزيل ضررها أو خلعها، وجعل أسنان صناعية في مكانها إذا احتيج إلى ذلك؛ لأن هذا من العلاج المباح لإزالة الضَّرر، ولا يدخل هذا في تبديل خلق الله كما فهم السائل؛ لأن المراد بالفطرة في قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]. دين الإسلام)). انتهى(1).
وجاء فيها أيضًا(2): ((لا بأس بأن تعالج أسنانك لدى طبيب مختص بإزالة التشويه عنها، واستبدال ما تعيَّب منها بأسنان صناعية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا عِبَادَ الله تَدَاوَوْا فإن اللهَ لم يَضَعْ دَاءً إلا وَضَعَ له شِفَاءً». أو قال: «دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِدًا». قالوا: يا رسول الله، وما هو؟ قال: «الْـهَرَمُ». قال أبو عيسى الترمذي: وفي الباب عن ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي خزامة عن أبيه، وابن عباس، وهذا حديث حسن صحيح(3))). انتهى.
وزراعة الأعضاء البشرية مشروعٌ إذا غلب على الظنِّ نجاحُها وأمنُ الخطر على الحياة، سواء أكان ذلك خلالَ نزع العضو أو تركيبه، ومست الحاجة إلى هذا، ولم يكن الأمر لمجرَّد التزيين والتماس المزيد من الحُسن، فإذا وُجدت البدائل الصناعية التي تفي بالحاجة فلا ينبغي أن تهتك حرمةَ الميت بنزع أسنانه في غير ضرورةٍ مُلجئة أو حاجة ماسة. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) «فتاوى اللجنة الدائمة» (25/15).
(2) «فتاوى اللجنة الدائمة» (25/57).
(3) أخرجه الترمذي في كتاب «الذبائح» باب «ما جاء في الدواء والحث عليه» حديث (2038) من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية:   06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend