منذ أسبوعين علمت أنا وزوجتي أنها حامل، مع العلم أنها تستخدم اللولب النحاسي (IUD)، وعندما ذهبنا للأطباء وبعد عمل الصونار وجدنا أن اللولب ليس بمكانه الطبيعي، وإنما يمكث فوق الجنين بمسافة ليست ببعيده، نصحنا الأطباء باستخراج اللولب وسيتم الاستعانة بمنظار لكي تتم عملية استخراجه.
والسؤال شيخنا الجليل: أن الطبيب قال لنا: ماذا نفعل إذا استعصى عليهم إخراج اللولب بدون المساس بالجنين، هل يستخرجوه على أية حال. لقد ذكر لنا الطبيب أن ترك اللولب قد يُسبب ولادةً مبكرةً أو التهاباتٍ للأم أو إجهاضًا للجنين.
الجنين الآن عمره 6 أسابيع ونصف، ونرجو منك شيخنا الجليل إفادتنا في هذا الأمر؟
لقد حدد موعد الأربعاء القادم لاستخراج اللولب، ولكن اتفقنا مع الطبيب أن يحاول استخراجَه بدون المساس بالجنين، وهو ينتظر ردَّنا فيما سنفعل إن استعصى عليه استخراجه بسهوله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنحن أمامَ مفسدتين لا بديل من الموازنة بينهما، واختيار أدناهما لدفع أعلاهما، فإن مبنى الشريعة كما تعلم على تحقيق أكمل المصلحتين ودفع أعظم المفدستين، وعلى تحقيق خير الخيرين، ودفع شر الشرين، ومرد الأمر في تقدير هذه المفاسد إلى أهل الخبرة من الأطباء المتخصصين.
فإن كانت مفسدة عدم التدخُّل لإزالة اللولب أدنى من مفسدة التدخُّل لإزالته، سواء أكان ذلك بالنسبة لحياة الجنين أو بالنسبة لأمه- كان الصبر وعدم التدخل أولى. وإذا انعكس الأمر انعكست الفتوى.
وقد سَألت بعض الأطباء المصريين فقالوا: لقد جرت العادة في مصر بعدم التدخُّل، ويرون ذلك أقلَّ فسادًا وأقلَّ ضررًا. ولكن كما تعلم أن الطب مدارس كما أن الفقه مدارس، فلعلكم توسعون رقعة الاستشارة قدرَ الطاقة، وتجتهدون في استشارة الثقات العدول من أطباء المسلمين في هذا البلد إن تيسَّر ذلك.
وأسأل الله أن يلهمكم الرشد، وأن يلطف بكم فيما جرت به مقاديره. والله تعالى أعلى وأعلم.
حول إزاحة اللولب مع احتمال الإضرار بالجنين
تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية: 06 قضايا فقهية معاصرة, 12 فتاوى المرأة المسلمة
فتاوى ذات صلة:
