عقد حلقة تفسير في بيت فيه كلب

كل يوم جمعة لنا حلقة تفسير عند أخت من الأخوات منذ سنة، والأسبوع الماضي اقتنى ابنُها كلبًا يعيش معهم في البيت، وتسأل الأخت الداعية: هل يجوز عقد الحلقة في البيت عندها؟ علمًا أن الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد صح أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة، وهو حديث مخرج في الصحيحين(1)، فوجودُ الكلاب في البيوت يحرِّم أصحابَها من دخول ملائكة الرحمة عليهم واستغفارها لهم، لا يستثنى من هذا إلا كلبُ الصيد أو كلب الحراسة(2).
وبقي أنه إذا كانت ربة المنزل مغلوبةً على أمرها أمام ولدها، ويرجى بالتلطُّف معه استصلاحُ أحواله- فلا مانع من عقد الحلقة في هذا البيت، ويطلب إخراج الكلب من البيت أثناء الحلقة، كأن يكون في الفناء الخارجي للبيت( الباك يارد) ثم يُتلطف مع الولد في دعوته، ويتألف قلبه على ذلك، ويدعى له بالهداية، لعل الله أن يشرح صدره، ويعوض عن الكلب بأن يستجلب له ما شاء من القطط، فإن القطط من الطوافين علينا والطوافات، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم(3). وسؤرها طاهر بخلاف الكلب، ولا حرج في اتخاذها. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «بدء الخلق» باب «ذكر الملائكة» حديث (3225)، ومسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «تحريم تصوير صورة الحيوان» حديث (2106) من حديث أبي طلحة رضي الله عنه، بلفظ: «لَا تَدْخُلُ الْـمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ».
(2) فقد أخرج البخاري في كتاب «المزارعة» باب «اقتناء الكلب للحرث» حديث (2322) عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ؛ إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ». قال ابن سيرين وأبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِلَّا كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ». وقال أبو حازم عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: «كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ».
وفي الحديث المتفق عليه: الذي أخرجه البخاري في كتاب «الذبائح والصيد» باب «من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد أو ماشية» حديث (5481)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وبيان تحريم اقتنائها إلا لصيد أو زرع أو ماشية ونحو ذلك» حديث (1574) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ ضَارِيَةٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَان».
(3) فقد أخرج مالك في «موطئه» (1/22) حديث (42)، وأحمد في «مسنده» (5/269) حديث (22581)، وأبو داود في كتاب «الطهارة» باب «سؤر الهرة» حديث (75)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء في سؤر الهرة» حديث (92)، عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة: أن أبا قتادة دخل فسكبت له وَضوءًا، فجاءت هرة فشربت منه فأصغى لها الإناء حتى شربت. قالت كبشة: فرآني أنظر إليه. فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! فقلت: نعم. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ليست بنجسٍ إنها من الطوافين عليكم والطوافات». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية:   01 القرآن الكريم وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend