قال الله تعالى في سورة النساء: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء: 25].
أنا لا أعلم ما المقصود بهذه الآية، هل يحرم زواج من كان لها حبيبٌ أو صديقٌ من قبل زوجها وتركته وعزمت ألا تتكلم معه، ولم تكن تعلم أن شروطَ التوبة الندمُ، ولم تكن تعلم أن ذلك قد يُبطل الزواج.
ففي مجتمعنا للأسف معظم الفتيات قد مرُّوا بهذه التجربة السيئة قبل زواجهم. هل (محصنات) هنا معناها ألا تكون زانية زنًى حقيقيًّا؟
أنا قبل أن أتزوج بخمسة أشهر تحدثت مع شاب كنت أحبه قبل خطوبتي، وتبادلنا كلامَ الحب في الهاتف، بسبب مشكلات حدثت بيني وبين خطيبي وقتها دفعتني لهذا التصرف المتهور للأسف، وبعد شهر قطعت علاقتي بهذا الشاب ولم أتكلم معه مطلقًا مرةً أخرى، وتزوجت وكنت عازمةً ألا أكلمه أبدًا وأنا مخلصة لزوجي دائمًا وأحبه.
ولكن للأسف قرأت عن متخذات الأخدان الآن وأنه يجبُ توبةٌ حتى يكون زواجي صحيحًا، وأن شروط التوبة الندمُ ليس الإقلاعَ عن الذنب وحده. ماذا أفعل؟ هل زواجي صحيح؟
أيضا كنت أتحدث مع صديقين على الإنترنت قبل زواجي وعلى الهاتف كلامًا عاديًّا جدًّا وأحكي لهم عن مشاكلي، وكنت أعتبرهم إخوةً لي، وتوقفت عن الكلام معهم قبل زواجي بأيام ولم أتحدث معهم أبدًا بعد ذلك.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن «التَّائِب مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»(1).
والمراد بمتخذات الأخدان اللواتي يحرم الزواج بهنَّ في هذه الآية هن الزواني اللواتي يحبسن أنفسهن على عشيقٍ واحد، ولم يزلن مقيماتٍ على ذلك، فإن تُبن من ذلك فلا يشملهن هذا الخطاب.
و«النَّدم تَوْبَةٌ»(2)، فاستديمي التوبةَ يا بنيتي، وأكثري من فعل الصالحات، فإن الحسنات يذهبن السيئات(3). وأغلقي هذا الملف فزواجك صحيح. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4250) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (3145) وقال: «حسن لغيره».
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 422) حديث (4012)، وابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4252) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 248) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات»، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (3147) وقال: «صحيح لغيره».
(3) قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114].