شيخنا الحبيب هذا سؤال نودُّ جوابه من فضيلتكم:
هناك شاب عمره 35 سنة وأحبَّ امرأة ثيبا عمرها 52 سنة، واتفقا على الزواج، والأخت أعلمت أخاها أنها ستتزوج ولكن لا تستطيع أن تُخبره بسن الزوج الذي ستتزوجه لحيائها من أهلها أن يقولوا تزوجت شابًّا يصغرها، وللعلم الزواج سيكون بعقد وشاهدي عدل. فماذا تفعل هذه المرأة في هذا الأمر؟
مع العلم أن أخاها لا يمانع الزواج، لكن لا يعلم سنَّ الشاب الذي يريد الزواج بها. مع العلم أن هناك إيجاب وقبول من الطرفين والشهود والعقد وخلافه، لكن أفتنا يا شيخنا في حل لتلك المشكلة.
هل يجوز لها أن توكل أحدًا غير إخوتها لاسيما وقد ذكرت لحضرتك استحيائها من إخبار أخيها بسن الزوج؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في اختلاف السن بين الزوجين إذا وجدت بينهما التوافق وملاءمة الطباع، وارتضى كل منهما الآخر خُلُقًا ودينًا، ولا يلزم معرفةُ الولي لتفاصيل الأحوال الاجتماعية للزوج المتقدم ما دام قد التقى به لقاءً مباشرًا واطمئن إلى خُلُقه ودينه، لاسيما وإن الأكثر حظًّا في هذه الحالة المذكورة هو الزوجة وليس الزوج، فإن كان يحرجها ذكرُ عمره أمام أوليائها فلا يقدح ذلك في صحة العقد.
ولكن يبقى أن من البر وحسن الصلة أن لا تُخفي عن أوليائها شيئًا من ذلك، فقد يكون لهم نظرٌ ثاقب بحكم السِّنِّ والخبرة، فينبغي أن تستنصحهم، وأن تلين بأيديهم، وأن لا تحجب عنهم شيئًا من أحوال خاطبها، ولكنها إن لم تفعل فزواجُها صحيح.
علما بأن كثيرًا من هذه الحالات التي يكون فيها فارق السن على هذا النحو تنتهي بالفشل. والله تعالى أعلى وأعلم.