يتقدم إلي شباب لخطبتي، وغالبًا يكونون على خُلُقٍ، ولكن لا يحدث توافقٌ إما في التفكير كاختلاف الآراء السياسية مثلًا أو عدم قبول في الشكل لأنه قد يكون ملتحي فأرفضه، ويلومني أبي لعدم اقتناعه بأسباب رفضي.
أنا في حيرة من أمري، هل أنا على خطأ لرفضي بسبب السياسة أو اللحية؟ وما هي الشروط الواجب توافرها في شريك الحياة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأما رفضه بسبب اللحية فيحتاج إلى مراجعة؛ لأن اللحية هدي نبوي، وزينة رجولية، وكانت أمنا عائشة تقول: وحق من زان الرجال باللحى. أو تقول: سبحان من زين الرجال باللحى(1). فاللحية من شعائر الدين ومن تمام الرجولة فلا يرد رجل بسببها.
وأما رفضه بسبب الآراء السياسية فهذا موضع نظر واجتهاد.
والزواج مبناه على التوافق الفكري والنفسي والعاطفي، فاستخيري الله عز وجل، واذكري قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ»(2).
والشروط التي ينبغي اعتبارُها فيمن يتقدَّم لخطبتك: الدين، والخلق. ثم التوافق النفسي والفكري. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) أخرجه الديلمي في «مسند الفردوس» (4/ 157) حديث (6488).
(2) أخرجه الترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه» حديث (1084)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «الأكفاء» حديث (1967) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» (270).
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى النكاح الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي