السؤال:
شيخي الفاضل أنا أصبت بوسواس الكفر والردة من نفسي ومن الأشخاص المحيطين بي،
وأصبحت أخاف التكلُّمَ خوفًا من التلفُّظ بالكفر أو التحدث من المحيطين بي خوفًا من نطقهم بالكفر،
وأصبحت أتذكر أمورًا قديمة صدرت مني وأخاف أن تكون أخرجتني من الملة وأنا لا أدري،
اللهم إني أسالك بأن لا أكون قد خرجت من الملة.
سؤالي يا شيخ: ما حكم من سأله أهله: لماذا لا تصلي؟ فقال: «أنا حر مزاجي». ردُّه هذا حصل فقط؛
لأن أهلَه يراقبونه هل صلى أم لا، ويكررون عليه ويذكِّرُونه بالصلاة، وبعدها ذهب أهله إلى الغرفة ووجدوه يصلي،
فهو تلفظ اللفظ هذا لأنه سئم من تكرار السؤال من أهله ومن عدم ثقتهم به بأنه لا يصلي،
وغضبًا منهم لأنه كان ذاهبًا للغرفة كي يصلي وهم سألوه كأنهم يحاسبونه. فهل لفظه هذا يخرجه من الملة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من ثبت إسلامه بيقين، لم يَزُل ذلك عنه بالشَّكِّ،
وإذا كان الأمر يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهًا ويحتمل الإسلام من وجهٍ واحد فإنه يحمل على محملِ السلامة من الكفر.
وقولك هذا محتمِل، ويمكن تخريجه على أن الصلاةَ واجبٌ موسع، وأنك مخيَّر في إيقاعها في أيِّ جزء من أجزاء الوقت،
لاسيما مع ما يعتريك من الوساوس في باب الردَّة.
ونوصيك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ»([1]). وأن تطرح هذه الوساوس وراء ظهرك فلا تُلق لها بالًا،
فما عُولجت الوساوس بمثل تجاهلها واطِّراحها. ونسأل الله لنا ولك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________________
([1]) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الصلاة الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي.
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي