السؤال
ما هو تعليقكم على تفجير قبر نبي الله يونس من قبل الثوار في العراق؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فبَيْنَ يدي الإجابة على هذا السؤال عدة وقفات:
الأولى: أن تحديد الجهة المنوط بها هذا الأمر يحتاجُ إلى روية وتثبُّت، في وقت يتكلم فيها الرويبضات، ويتخوض فيه المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة: تشويهًا للإسلام، وتهييجًا على رموزه ورجاله، وكل ما انتسب إليه من تجمعات أو مؤسسات أو حركات.
الثانية: أن القطعَ بأن هذا هو مرقد نبي الله يونس يحتاج إلى تحقيقات تاريخية قد لا نملك كثيرًا من أدواتها في هذا المشهد.
ثالثًا: أن هذا العمل ينبغي أن يُدان مهما كانت بواعث أصحابه وأغراضهم، فلو فرضنا جدلًا أن وراء هذا المشهد دعوة سلفية تريد الانتصار للتوحيد، وهدم مشاهد الشِّرك التي يُدعى فيها غير الله، ويتوجه فيها لغير الله، فما هكذا تورد الأمور!
إن تفجير الضريح على هذا النحو يعني فيما يعني العدوان على رفات الأنبياء، إن صحَّ أن هذا هو قبر نبي الله يونس، وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، كما أنه يعني فيما يعني الاعتداءَ على أبرياء من العامة وأشباه العامة ممن يوجدون غالبًا في هذه الأماكن، كما يتضمن فيما يتضمن التهييجَ على الدعوة عامة، وعلى السفلية ودعوة التوحيد خاصة، وتقديمها في صورة الإرهاب والتخريب، والترويع الفج للآمنين والعامة من المسلمين، في وقت أصبح العالم كله كقرية واحدة، ويتناقل الخبر بين أرجائه كلمح بالبصر.
ولو هدي هؤلاء إلى الطَّيِّب من القول والعمل لكان التوجُّه إلى فصل هذا الضريح عن المسجد بحائطٍ أو نحوه، فمُجرَّد مجاورة القبر للمسجد لا تضرُّ، والتنبيه على التحذير مما يقع حولها من بدع ومنكرات، وإقامة رقابة شرعية على ذلك تحتسب على الزائرين، وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وإذا عُرف مقصودُ الشارع سُلك في تحصيله أوصلُ الطرق إليه.
فاللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، وأبرم لهذه الأمة أمرَ رشد، ترى فيه الحق حقًّا وتُرزَق اتباعَه، وترى فيه الباطل باطلًا وتُرزق اجتنابَه. والله تعالى أعلى وأعلم.