السؤال
كنت أصلي ووقتها كانت تُشوش أفكاري بأفكار الشِّرك- والعياذ بالله- وتظهر أمامي في تخيلات عقلي بآلهة الكفار، وأحاول أن أبعدها، ولكن- والعياذ بالله- وأنا ساجدة وأقول سبحان ربي الأعلى ومحبطة من المقاومة إذ تأتي بمخيلتي صورة الشمس، ولكن قلت: أستغفر الله. وأخاف أن أكون قد وقعت في الشرك.
قمت اغتسلت وصليت ركعتين توبة، ولكن قرأت أمس فتوى الفتاة التي تسأل حضرتك عن إعادة زواج المرتد بتوبته وعن كلام المذاهب على ذلك. أرجو أن تُفتيَني في ذلك.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فاستعيذي بالله من هذه الوساوس، وقاوميها ما استطعت، واستديمي ذكرَ ربك، وحافظي على وضوئك ما استطعت، فإن غُلبت على شيء من هذه الوساوس بعد ذلك فهو في إطار الرخصة بإذن الله ما دمت مُستميتة في المقاومة والمدافعة.
ولا يترتب على ذلك رِدَّةٌ ولا أثر له على العصمة الزوجية، فإن ما يعرض للمرء من وساوس مما لا دخل له فيها لا يُؤاخذ عليها، لكن يجب عليه ألا يسترسل معها أو يتمادى فيها، سواء كانت من الوساوس التي تتصل بالإيمان أو كانت من غيرها.
وفي «صحيح مسلم»: أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به؟ فقال: «أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قالوا: نعم. قال: «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ»([1]).
والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبُغضَها والنفورَ منها هو صريح الإيمان، وليس المراد أن وجودها هو صريح الإيمان. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
([1]) خرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها» حديث (132) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.