السؤال:
قبل أي شيء أقول لك يا دكتور والله إني أحبك في الله.
منذ حوالي أربع سنوات كنت كأي شاب أفعل معاصي ولا أنتظم بالصلاة، أسأل الله الغفور أن يغفر لي، ثم هداني الله إلى طريقه المستقيم؛ حيث بدأت الانتظام في الصلاة، وألا أفعل أي ذنوب ومعاصي من التي كنت أفعلها سابقًا، وكنت هذه الفترة قويَّ العزيمة على ترك أي معصية، وأثناء صلاتي وعدت ربي ألا أفعل معصية ما، وقلت له هذا بالنص: «والله يا رب ما هعمل كده تاني، ولو عملت كده تاني أدخلني النار».
واستمرت فترة التزامي حوالي ستة أشهر، ثم بدأت أرجع ثانية إلى المعاصي التي كنت أفعلها سابقًا، ولكن أقل من ذي قبل، والشيء الوحيد الذي لم أتركه وإن شاء الله لن أتركه هو الالتزام في الصلاة، والحمد لله وحده على هذا، والآن يا شيخ، ماذا أفعل في هذا الذنب الذي وعدت ربي عز وجل ألا أفعله ثم حنثت في قسمي وفعلته؟
وهل بفعل هذا الذنب سأدخل- والعياذ بالله- النار؟ نعوذ بالله من النار، قل لي ماذا أفعل يا شيخ حتى لا أقابل ربي وعليَّ وعد مثل هذا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فللتوبة باب فتحه الله يا بنيَّ لا يملك أحدٌ أن يُغلقه، فبادر بالتوبة إلى ربك، وكفر عن يمينك الذي حنثت فيه، وجدد العزمَ على عدم العودة إلى الذنوب، واشحذ الهمة لفعل الصالحات، والإكثار من الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات([1])، وربك واسع المغفرة([2]).
وأخيرًا: أحبك الله الذي أحببتني فيه. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________________
([1]) قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114].
([2]) قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} [النجم: 32].