السؤال:
أحسب أن الله لن ينصرنا- نحن الإسلاميين- طالما أن كثيرًا جدًّا من أهلينا وشعبنا لا يعلمون جيدًا أن الانقلاب حربٌ على الإسلام، وأحسب أننا نخدعُ أنفسنا عندما نعتقد أن كل الناس يفهمون ذلك، هل نحن نجحنا في إيصال قضيتنا إلى الناس على أنها قضية إسلامية؟! وكيف يعلم الناس ذلك ونحن أنفسنا لا نرفع غالبًا شعار «الإسلام.. الإسلام بوضوح»؟ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} [محمد: 7]، شيخنا الموقر، أرجو الإفادة، وأود أن أعلم هل أنا مصيب أم لا؟! في انتظار ردكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجميل ما ذكرْتَ، ولكن هناك بُعدٌ آخر، وهو أن المصلحة قد تقتضي توافقًا وطنيًّا على مشتركٍ من الخير العام، يراه أهلُ الدين تدينًا وجهادًا مشروعًا، ويراه الوطنيون وطنيةً ومقاومة مشروعة، وقد قال سيدي وسيدك يوم الحديبية: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»([1]).
ومن قبلُ أبرم صحيفةَ المدينة([2]) ليجمع أهلها على مشتركٍ من الخير العام كما عُلِم، ومن قبل ذكر حلف الفضول مشيدًا به، وقال: «لَوْ دُعِيتُ بِمِثْلِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ»([3]).
أعتقد أن الحاجة إلى هذا الحشد العام لا تقلُّ عن الحاجة إلى أن يفقه أهلُ الدِّين أنَّ هذا الذي جرى كان انقلابًا على الإسلام، وثورة على النبوَّة، وحريقًا حول البيت. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
([1]) أخرجه البخاري في كتاب «الشروط» باب «الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط» حديث (2734) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما.
([2]) انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام (3/ 34).
([3]) أخرجه البيهقي في «الكبرى» (6/ 367) حديث (12859) مرسلًا من حديث طلحة بن عبد الله بن عوف رحمه الله، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (7/ 325) وقال: «هذا الحديث صحيح».