شيخي الفاضل دكتور صلاح، كنت قد راسلت حضرتك من حوالي 10 أيام بخصوص ما يأتيني من وسواس وما يحدث لي بسببه، وأن هذه الكلمة «ياسمين طليقتي» دائمًا تهاجمني، ولكني أقاومها وأقول عكسها، وحضرتك أفتيتني أن ما يحدث لي وساوس، وأن ما حدث لي لم يقع بسببه الطلاق؛ لأنه لم يكن بقصد إنشاء الطلاق، واليوم حدث لي موقف مشابه ولكن مع كلمات أخرى، فقررت أن أفتح الفتوى التي كنت قد أفتيتني فيها لأرى الرد لترتاح نفسي، بدلًا من إرسال رسالة جديدة، وأثناء ذلك وبعد أن رأيت رد حضرتك مرة أخرى ارتاحت نفسي، ولكن أثناء مقارنة ما حدث لي منذ 10 أيام مع ما حدث لي اليوم شعرت وكأنني ربما نطقت هذه الكلمة «ياسمين طليقتي» عند تذكرها ومقارنتها بما حدث لي اليوم، مع العلم أنني كنت أعض على لساني بأسناني أثناء هذه المقارنة خشية أن أنطق أي كلمة، ولكن رغم ذلك شعرت أنني ربما نطقتها، فهل إذا كنت قلت هذه الكلمة «ياسمين طليقتي» أثناء محاولة تذكرها ومقارنتها بما حدث لي اليوم- يقع بسببها أي شيء؟ مع العلم أنني والله لم أكن أفكر في الطلاق، ولم أقصد إنشاءه، ولم أنْوِهِ، ولكني فقط تذكرت الكلمة أثناء المقارنة التي كنت أفعلها، وعندها شعرت أنني ربما أكون نطقتها. فهل يترتب على ذلك أي شيء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يزال الجواب هو الجواب، ولا تزال العلة هي العلة، ولا يزال الدواء هو الدواء، كل ما ذكرته وساوس لا يترتب عليها أثرٌ لا سلبًا ولا إيجابًا، فإن الله تعالى لا يحاسب على الوساوس والخطرات، فقد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به نفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم به(1)، فلا يقع الطلاق بشيء من ذلك، والعصمة الزوجية الثابتة بيقين لا تزول بالشك في وقوع الطلاق، والطلاق من أركانه القصد، والقصد متخلف في مسألتك بلا نزاع، ومثلك لو طلَّقَ زوجته بلفظ عربي مبين وصريح، لا يقع طلاقه إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنه مستغْلَقٌ عليه طَوَال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(2).
فلا تُقِمْ لهذه الوساوس وزنًا، ولا تُلْقِ لها بالًا، بل تجاهل ذلك كله وألْقِ به وراء ظهرك، ونسأل الله لنا ولك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
——————-
(1) سبق تخريجه.
(2) سبق تخريجه