أريد أن أعرف ما المقصود بالقصد إلى الطلاق أو إنشاء الطلاق؛ حيث إنني كنت أتذكر وأفكر في موقف حدث لي في السابق بسبب الوسواس، وأثناء تفكيري في هذا الموقف وتذكره نطقْتُ الكلمات التي حدثت في هذا الموقف الذي كنت أفكر فيه وأتذكره، وحركت بها لساني، ولم أكن أقصد إنشاء الطلاق، ولكني كنت أفكر في الموقف السابق وأتذكره، وأثناء ذلك نطقت الكلمات التي يحتويها هذا الموقف وحركت بها لساني، فهل يترتب على ذلك شيء؟
والكلمات التي ذكرتها ربما كانت من صريح الطلاق، ولكني كما ذكرت لحضرتك كنت أفكر في الموقف السابق فقط، والذي حدث لي بسبب الوسواس، وأحاول أن أتذكره ولم أكن أنوي الطلاق، ولا أقصده ولا أفكر فيه حتى، ولكنه بسبب التفكير والله العظيم، فهل يقع بما ذكرت شيء وإن كنت لا أقصد الطلاق ولا أقصد إنشاءه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يلزمك مما ذكرتَهُ شيء، فقد كنت في مقام الحكاية لموقف مضى، ولم تكن في مقام الإنشاء لطلاق جديد، بدليل قولك «ولم أكن أنوي الطلاق، ولا أقصده ولا أفكر فيه حتى، ولكنه بسبب التفكير والله العظيم».
بل إن مثلك ممن ابتلي بالوسواس لو قال لزوجته «أنت طالق» بصورة صريحة فصيحة، فلا يقع الطلاق إلا إذا قصدْتَ إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنك مستَغْلَقٌ عليك بسبب الوسواس طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
فألق هذه الوساوس وراء ظهرك، وأقبل على عبادتك لربك، واشتغل بما ينفعك، والله تعالى أعلى وأعلم.
————————
(1) سبق تخريجه.