يا دكتور صلاح، أنا أخشى كثيرًا الكلمات الكُفرية، وأصبح عندي وسواس شديد منها، وقد حدث معي هذا الموقف، ولكني والله العظيم لم أكن أقصد التقليل من كتاب الله أبدًا، فأنا أُعَظِّمُ كلمات الله، ولا أعلم ماذا أفعل:
كنت في قرارة نفسي أريد أن أشتري هدية غالية السعر لأحد أصدقائي، ولكن لم تتوفر لدي الأموال الكافية، فقررت أن أهديه مصحفًا وسجادة صلاة وسواكًا ومسبحة، ثم تخيَّلْت أنني أعطيه هذه الهدية وأقول له هذه الجملة «معلش هدية مش قد كده». وللأسف شَعَرْت أن لساني تحرَّكَ بها، ولكني والله لم أكن أفكر في المصحف وقتها أثناء قولي هذه الجملة، كما أنني كنت أقصد أنها غير غالية السعر، ولم أكن أقصد أن أقلل من قيمة المصحف أبدًا، وأنا من داخلي أعلم أنه لا يوجد شيء أغلى ولا أفضل من كلام الله، حتى أنني بعد أن شعرت بأنني قلت هذه الجملة، وتذكرت أن الهدية بداخلها مصحف، فُجِعْتُ وحزِنْت جدًّا، ولا أعلم ماذا أفعل، فهل ما قلته هذا يترتب عليه شيء؟
مع العلم أنني لم أكن أقصد المصحف أبدًا بهذه الجملة، كما أنني بسبب الوسواس تخيَّلْت أنني أقول جملة أخرى، ولكنني متأكد أنني لم أنطقها هذه المرة، ورغم ذلك جاءني الوسواس أنني ربما قلتها، فماذا أفعل كي أتخلص من هذه الوساوس؟ وهل يجب عليَّ الاغتسال وتجديد الإيمان وما إلى ذلك أم ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه كلمة جرت على لسانك عفوًا بغير قصد، والردَّة لابد فيها من القصد إلى الفعل المكفِّر، ومعرفة دلالاته، ولا ينطبق ذلك على قضيتك، فلا تقع الردة يا بني بمثل ذلك، وربُّك أرحم بعباده من كل ما تُزينه لك وساوسك، فهوِّنْ عليك، ولا تستسلم لهذه الوساوس حتى لا تفسد عليك دينك ودنياك.
واعلم أنه لا يلزمك تجديد إيمانك ولا الاغتسال، وإنما يلزمك أن تسأل الله بواسع رحمته أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.