أنا أعيش في كندا، وقع اتفاق بيني وبين زوجتي أن نشتري شقة نُقيم فيها مع أولادنا بنت وشاب، على أن نتقاسم المصاريف بأن تساعد فقط، وأنا أصرف كل مرتبي على تسيير العائلة وشئونها، لكن حدث أن الزوجة رفضت احترام اتفاقها؛ بما سبب لنا ضيقًا في الحياة أو قل: نسير نحو ضيق شديد. بحُجَّة أن الشرع ألزم عليَّ النفقة، وهي التي وافقت على مساعدتي، كما أن الملكية متناصفةٌ في هذه الشقة، وهي لا تريد أن تحترم ولو شيئًا من اتفاقنا حتى لا نخرب البيت.
وهي تخيِّرني بين الطلاق أو أن أعيلها ولا تساهم في أيِّ مساعدة من الاتفاق الذي كان بيننا. أنا حائر: هل استمرُّ وحدي، وبالتالي عن قريب سأصل إلى التوقف عن دفع مصاريف العائلة لأنه لا يمكن لمرتبي أن يغطيها، وبالتالي نخسر البيت ونخرج منه- أو نخرج الآن مباشرة وأذهب إلى بيت صغير وهي لا تريد إلا مكان تختاره هي، وإلا الطلاق. وأنا خائف على أولادي من الطلاق. أنا من يتكفَّل بتربيتهم وتعليمهم وأمور أخرى.
ما هو حكم الشرع في موقفها؟ وأي حلٍّ أختاره؟ حتى لا أظلمها ولا أخرب العائلة.
مع العلم أن نفس المشكلة حدثت سابقًا وطلبت الطلاق، وراجعتها وتحسنت الأحوال لكن بنية تكوين أسرة قوية، وافقت على الاتفاق معها في البيت الجديد، الآن تتهرب.
أعينوني إني أخاف الله ولا أريد أي شيء مادي، فقط ألا أكون ظالمًا وأحافظ على أولادي خاصة ونحن في بلاد الغربة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأمر محير فعلًا، ولكي نكون منصفين لابد من الاستماع إلى الزوجة، وكان ينبغي عليها أن تحترم اتفاقها، ولكنها نكثت فيه.
وأنت مخيَّرٌ بين الطلاق أو النفقة، فأنفق إلى آخر دولار عندك قيامًا بواجبك، ومحافظة منك على بيتك، وربك الرزاق.
وادع الله أن يردَّها إليه ردًّا جميلًا، وأن يريك منها ما تقرُّ به عينك.
ولعل نشوزها عليك مردُّه إلى نشوزك أنت على ربك، فأصلح ما بينك وبين ربك يصلح الله ما بينك وبين زوجتك؛ فإن من السلف من كان يقول: إني لأعلم شؤم معصيتي لربي من خُلُق دابتي وخُلُق زوجتي. والله تعالى أعلى وأعلم.